مخيم البريج في غزة… ملحمة صمود بوجه العدوان الإسرائيلي

مخيم البريج الذي يقع وسط قطاع غزة المحاصر يسطر ملحمة صمود أسطورية، فرغم كثافة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على المخيم، وتهديد الاحتلال بقصف المنازل، إلا أن أهالي المخيم صامدون فيه على الرغم من انقطاع الكهرباء والمياه ونفاد الوقود، فضلاً عن النيران التي تشتعل في المنازل بفعل القذائف الفوسفورية التي تتساقط عليها.

أكثر من 700 شهيد ودع مخيم البريج من أبنائه وآلاف الجرحى ومئات المنازل المدمرة، لكن هذا لم يمنع أهالي المخيم البالغ عددهم نحو 55 ألفاً من البقاء فيه.

ويقول توفيق العويدات من أهالي مخيم البريج لمراسل سانا: الاحتلال الإسرائيلي مسح مربعات سكنية بأكملها داخل المخيم، تضم عائلات المغاري ونوفل والنباهين والعواودة والسعافين، نتج عنها عشرات الشهداء والجرحى، موضحاً أن المخيم من أقرب المناطق للسياج الذي أقامه الاحتلال لفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام 1948، والقصف المدفعي عليه لا يتوقف ليلاً ولا نهاراً، وقد سقطت عدة قذائف على العيادة الصحية الوحيدة في المخيم، وهي تابعة لوكالة الأونروا ملحقة بها دماراً كبيراً بهدف منع علاج الجرحى والمرضى.

من جانبه يصف سعيد أبو نايف ليل مخيم البريج قائلاً: تحلق طائرات الاحتلال المسيرة بين أزقة المخيم وبيوته المتلاصقة، وتقتل صواريخها من تجده في طريقها، نحاول الاحتماء بالمنازل التي بقيت قائمة بعد القصف الإسرائيلي.. لن نرحل ونترك منازلنا ولن نكرر نكبة عام 1948، على الرغم من كثافة القصف وتعمد الاحتلال إيقاع أكبر قدر من الضحايا.

بسام أبو ظاهر وهو صاحب مزرعة دواجن دمرها الاحتلال اليوم بقذائف المدفعية شرق مخيم البريج بين أن اشتباكات عنيفة تدور بين الحين والآخر بين أبطال المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي فشلت في التقدم على أطراف المخيم الشرقية، مشيراً إلى أنه شاهد سقوط مروحية للاحتلال بعد استهداف المقاومة لها بصاروخ.

ولفت أبو ظاهر إلى أن الشريط الممتد من منطقة جحر الديك شمال البريج، حتى منطقة مقبولة جنوب المخيم تتعرض لقصف إسرائيلي مدفعي مكثف، لم يتوقف طيلة أيام العدوان المستمر لليوم العشرين، وتصدت المقاومة مرات عدة لقوات الاحتلال التي حاولت التوغل بالدبابات والقوة الراجلة شرق المخيم.

وعن فظائع الاحتلال داخل مخيم البريج، يقول الفتى سليمان النباهين: فقدت أمي وأبي وأربعاً من شقيقاتي، وبقيت لي شقيقة واحدة على قيد الحياة، بعد أن نجونا من قصف استهدف منزلنا في المخيم، مشيراً إلى أن العشرات من أبناء مخيم البريج لا زالوا تحت أنقاض منازلهم، ولا نعرف شيئاً عن مصيرهم، هل هم بين الأحياء أم ارتقوا شهداء.