يونس خلف
مواقف وبيانات لبعض العرب لا قيمة لها سوى تأكيد المؤكد بأن الجامعة العربية ماتت وشبعت موتاً وتنتظر من يدفنها . اي موقف وأي بيان يساوي بين الكيان الصهيوني واعتداءاته وبين الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن الأرض والعرض والمقدسات . موظفون تحت تصرف الإدارة الأميركية مهمتهم تنفيذ الأوامر فقط أما بالنسبة للشرفاء فلا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير أو المؤشرات والدلائل لتأكيد إن هذه عملية طوفان الأقصى والاستمرار بهذا الصمود الاسطوري طيلة الوقت الذي مضى هو انجاز نوعي بحد ذاته . هذا الإنجاز النوعي هو نتيجة طبيعية لتمادي العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتواصلة وتدنيس الأقصى الشريف وانتهاك حقوق الأسرى والاستمرار في سياسته الاستيطانية .وهو مؤشر كبير على أن قدرات المقاومة تكبر يوما بعد يوم . وهو رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات .وكذلك هو تأكيد جديد على أن إرادة الشعب الفلسطيني وبندقية المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة العدوان والاحتلال .وأبعد من ذلك هو رسالة إلى العالم العربي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير .و هو كذلك هزيمة استراتيجية للكيان الصهيوني كان لها ارتداداتها الهائلة على العدو .ها هي فلسطين التي تآمر عليها الجميع ليقتطعوها من قلب الامة العربية وأرادوا لها ان تستسلم وحاولوا ذلك عبر هذا الزمن الطويل ولكن بفضل وعي الشعب الفلسطيني وصبره وصموده وأبطال مقاومته يتحقق هذا الإنجاز النوعي .لقد أعاد طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية روحها من جديد ، ورأينا بيت العنكبوت كيف يتهاوى .وكشفت الوقائع من جديد زيف وكذب ونفاق الغرب الجماعي وادعاءاته المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني واستهتار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية وإصرارها على الممارسات العنصرية والتطهير العرقي إنما يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإلغاء حقه في الوجود.لا فائدة من الوقفات التي تزول مع استمرار الواقفين بالمشي ، غزة والشعب الفلسطيني بحاجة إلى مواقف وليس وقفات ، بحاجة إلى أن تتحرروا من قيود العبودية والتبعية للغرب ، بحاجة للتضحيات وليس الخطابات . بحاجة إلى المتكاتفين وليس المكتوفين .