بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية أقامت وزارة الصحة اليوم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ورشة عمل للإعلاميين حول بناء القدرات للقيام بحملات توعية إعلامية ونفسية في أوقات الأزمات والكوارث “بعد الزلزال”، وذلك في فندق الداما روز بدمشق.
وناقشت الورشة دور الإعلام في عكس الواقع بما يخص الحالة النفسية للأشخاص الذين عانوا من مرض نفسي ومراعاة ودعم مفاهيم الصحة النفسية وتعزيز انتشارها والمساهمة في الحد من تدهور الأوضاع النفسية وطرق إجراء مقابلة مع الأشخاص المتضررين ونزع الوصمة عن المرض النفسي ونشر الوعي الصحي المناسب.
الدكتورة أمل شكو مسؤولة برنامج الصحة النفسية بوزارة الصحة تحدثت عبر محاضرتها عن كيفية تعزيز الصحة النفسية للأطفال والشباب وبرامجها، وطرق الوقاية من الاضطرابات النفسية لدى الشباب، والمشكلات المتعددة التي تؤثر على الصحة النفسية وخدماتها المقدمة في سورية، داعية إلى ضرورة نشر الوعي بالصحة النفسية ضمن فئات المجتمع والتشجيع على الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية والتخفيف من أثر الوصمة فيما يخص المرض والمريض النفسي، إضافة إلى بناء القدرات في مجال الصحة النفسية وتطوير قاعدة بياناتها.
ولفتت شكو إلى أنه تم تدريب نحو 3500 طبيب على برنامج رأب الفجوة للأطباء غير المختصين في الطب النفسي من بداية البرنامج عام 2013 ولغاية 2023، منهم 441 طبيباً يقدم حالياً خدمة برنامج رأب الفجوة ضمن المراكز الصحية.
من جانبها استعرضت مديرية الرعاية الصحية الأولية بالوزارة الدكتورة رزان الطرابيشي خدمات الصحة النفسية المقدمة للمتضررين من الزلزال والمتمثلة بتشكيل 43 من الكوادر الصحية المدربة على برامج الصحة النفسية لتقديم تلك الخدمات ضمن مراكز الاقامة المؤقتة وخارجها في المحافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس الحسكة وإدلب ودير الزور بإشراف المديرية الرعاية، إضافة إلى ملف الاستجابة لتداعيات الزلزال المدمر في المحافظات المنكوبة بتاريخ الـ 6 من شباط 2023 وخدمة الخط الساخن “خط الاستشارات النفسية”.
وأشارت الطرابيشي إلى أن كل فريق مؤلف من طبيبين مدربين على برنامج رأب الفجوة، وممرض مدرب على التداخلات السلوكية المطوّرة، وثلاثة ممرضين مدربين على الإسعاف النفسي الأولي ومدخل بيانات لتوثيق البيانات وتعبئة التقارير اليومية التي يتم إرسالها إلى دائرة الصحة النفسية، داعية إلى تقديم الدعم النفسي الاجتماعي في المدارس عن طريق الجمعيات وتدريب الكوادر الصحية لاكتشاف ومعالجة الاضطرابات النفسية، إضافة إلى الاهتمام ببرامج الصحة النفسية للشباب، ودور الإعلام في تخفيف الوصمة.
بدوره مسؤول الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية الدكتور نبيل سمرجي تحدث عن أنواع الضغط النفسي، وكيفية حدوثه لدى كل شخص بعد الصدمة ودور الشخص ومدى قدرته على التأقلم والتكيف مع الضغوطات وتجاوز الصعوبات ومستوى علاقاته الاجتماعية وطريقة التواصل مع الأشخاص وتقييمه الشخصي لذاته.
ويحتفل العالم في العاشر من تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية، وحمل هذا العام شعار “لنجعل الصحة النفسية والرفاهية أولوية شاملة للجميع”، ما يتيح للأفراد والمجتمعات المحلية فرصة لنصرة موضوع “الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان” من أجل تحسين المعارف وإذكاء الوعي والدفع قدماً بالإجراءات التي تعزز وتحمي الصحة النفسية للجميع باعتبارها حقاً عالمياً من حقوق الإنسان.