متن الساحل قرية نموذجية بإطلالة خلابة

ترتفع قرية متن الساحل عن سطح البحر حوالي 300 م وتبعد عنه 4 كم حيث تقع شمال مدينة “طرطوس” على بعد 16 كم وعلى بعد 3 كم عن الطريق العام عبر طريق متدرج، على جوانبه أشجار الزيتون وفي في عام 1968 تم تسميتها متن الساحل ونُشرت بالجريده الرسميه،
ولكي نتعرف أكثر على هذه القرية الجميلة قمنا بالتواصل مع المعمر “لطف الله نعمة” ليحدثنا عنها قائلاً:
في السابق وقبل 300 سنه سكن أهلها غرب هذا الجبل ب 500 م من الجهه الغربيه الجنوبية في منطقه اسمها حار المتن وكان سكانها الأوائل عائلات جبور وجباره وحافظ والمصري كذلك جائت عائلة بيت ساره من حوران وانضموا لهم واطلقوا اسم جديد وأسموه حار حوران لعل اقرباؤهم المهجرون معهم يلتقون بهم وذلك حوالي عام 1790 م.

أجدادنا القدماء اهتموا بزراعة أشجار الزيتون وبجعل أراضي الجبال الساحلية صالحة لزراعة الحبوب بأنواعها والتين والكرمة وغيرها، حيث بقيت لعصرنا أشجار التين وفي عام 1836 م وصلت عائلة عرنوق للمتن، جدهم نقولا سكن في قرية السودا وتوفى فيها، وأولاده عملوا لدى الآغوات كمحاسبين وقد كانوا شباباً متعلمين وما إن بدأ الأغوات ببيع ممتلكاتهم حتى قام الشباب بشرائها منهم إلى جانب ميسوري الحال الذين اشتروا الأرض أيضاً.

أهالي المتن قديماً اعتمدوا زراعة الأراضي بالذرة الصفراء والبيضاء والحبوب بأنواعها من الجنوب من نبع بصيرة حتى نهر مرقية ثم أخذوا يزرعون فستق العبيد على امتداد المساحات غرب طريق عام بانياس طرطوس بالإضافة لزراعة الخضار والحبوب، حيث كانوا يملكون أكثر من 15 موقع يضعون عليه قمحهم ويدرسوه على البيادر، بالإضافة لامتلاكهم عدد هائل من حيوانات الماشية والدواجن.

فيما المتقدم في الكهنة الأب “اغناطيوس ديبة” أخبرنا عن العادات والتقاليد:
بالنسبة عن العادات والتقاليد في الماضي فكانت الزيارات العائليه والعلاقات الاجتماعيه مترابطه جداً سواء من الواجبات بالتعازي أو بالأفراح و غيرها وما زال شُبان القرية ملتزمين باحتفالات البربارة سنوياً والعريبية في جمعة البياض قبل صيام الفصح بالإضافة لتزيين الجناز، حيث كانوا بالماضي يجمعون الزهور من دور أهل القريه ويأتون بالغار من البريه، بالإضافة لعيد الغطاس والميلاد والفصح، ويشتهر كل عيد بطبخة معينة، وفي الأعياد سابقاً كل حاره يوجد بها عائلة ميسوره وعندها ابقار تقوم ربة العيله بترويب عدد من الطناجر وذلك على عدد سكان حارتها وترسل لكل بيت طنجره يأكلونها بعد صيام طويل.

كما كانوا يتعاونون أيضاً بصب الباطون لغرفه جديدة في الضيعه والفتيات ينقلون مياه الصب من الرامه ويوفروها بالبراميل والعمل كان مجاني بالإضافة لتطيين الأسطح الترابية، وفي الزراعة والحصيدة وزارعة منها على سبيل المثال زراعة الفستق وتغليف المونة والخياطة وفلاحة أراضيهم وغيرها، فكانوا متعاونين جداً مع بعضهم البعض كعائلة واحدة.

.. هديل ألكسي صباغ ..