الطفلة شام سكيكر… أنموذج مثالي لتحدي المرض بالإرادة والأمل

“ويبقى في الحياة أمل” رسالة الطفلة شام سكيكر الى كل من يعاني من الآلام بعد أن تحدت المرض وأثبتت قدرتها على مواجهته بإرادة  كبيرة وعزيمة لا تلين رغم صغر سنها.

قصة شام التي دخلت في عامها الثاني عشر بدأت منذ نحو عامين عندما شعرت بصداع قوي ومستمر بالرأس لتكتشف بعد التشخيص الطبي وجود ورم داخلي لتبدأ بعدها رحلة العلاج التي امتدت لعام كامل انتهت بعمل جراحي لمعالجة هذا الورم، وها هي اليوم تكمل مسيرة العلاج وتعود إلى حياتها الطبيعية يحدوها الأمل بغد أفضل.

سانا التقت الطفلة شام أثناء دوامها المدرسي بمدرسة جديدة عرطوز الثالثة المختلطة فبدأت حديثها بابتسامة أخفت وراءها ثقة كبيرة بنفسها وطموحاً بمستقبل مشرق، فقالت: بعد رحلة طويلة مع المرض أستقبل اليوم عاماً دراسياً جديداً ملؤه النشاط ، ومحمل بالكثير من التحدي لأثبت للآخرين أنه عندما تجتمع الإرادة والثقة فلا يمكن للمرض أن يقف حائلاً أمام تحقيق الطموح بل على العكس سيكون عاملاً تحفيزياً لمزيد من العمل.

ولم تخف شام تلك الرهبة  البديهية من المرض عندما علمت به بالبداية وهو ما قد يشعر به أي شخص، حيث أشارت إلى أن وقوف ذويها الى جانبها طيلة فترة العلاج  كان له الأثر الكبير في مقاومتها وتطلعها نحو الشفاء والعودة سريعاً الى مقاعد الدراسة حيث غابت لعام كامل بسبب العمل الجراحي وتلقيها جرعات دوائية أنهكت جسدها الصغير.

وتروي شام كيف كانت تخفف من  ألم المرضى بالمشفى الذي دخلته للعلاج من خلال رفع معنوياتهم والتقليل من شأن المرض بأنه عارض ويمضي إذا ما توفرت الإرادة بتجاوزه لإكمال مسيرة الحياة بالشكل الأمثل.

ويبقى الطموح هو الأهم في حياة شام فهي من أشد المعجبين بمهنة الطب الذي يحمل في طياته الكثير من الإنسانية لذلك ستعمل جاهدة للوصول إلى حلمها بدراسة الطب وبذل كل ما بوسعها لإنقاذ حياة الكثيرين وتحديداً ممن يحملون أمراضاً صعبة.

إلى جانب الأهل فإن دور المدرسة وكوادرها وزملائها كان له الأثر الكبير أثناء تلقيها العلاج فبدت سعيدة بوجودها ضمن أسرة دراسية تكن لها الكثير من مشاعر المحبة، ولم تنقطع عنها أثناء غيابها من خلال الزيارات المستمرة إلى جانب توفير ما يلزم لمتابعة تحصيلها العلمي.

مديرة مدرسة جديدة عرطوز المختلطة تمام تعتوع أشارت إلى أن الطفلة شام تحمل من الإرادة ما يكفي لتحقيق طموحها مهما بلغت معها الصعاب، وأعطت درساً قوياً في الأمل والتحدي لأقرانها ولكل من يعرفها وهي اليوم من الطالبات المجتهدات ولم يتراجع مستواها الدراسي رغم ما عانته العام الماضي من شدة المرض، حيث واظبت على استكمال منهاج الصف الخامس بمتابعة مدرسين أكفاء والتزمت هذا العام بالدوام المدرسي وسط محبة كبيرة من زملائها ومدرسيها.