“الحب والحلم والحياة”… مجموعة شعرية جديدة للشاعر جهاد الأحمدية غلب عليها أسلوب التفعيلة والرمز الذي استعاره من الحياة والبيئة، ليعكس ما في داخله من خلال تعامله الإنساني والاجتماعي.
وتغلب العاطفة على الشاعر الأحمدية فتتداعى في مخيلته الذكريات ويحن إلى شاطئ الانطلاق وتشوقه اللهفة التي أثرت بمشاعره.
وتتجلى جماليات دمشق والوطن في كل حب يذهب إليه لأنه يقتصر على صدق الانفعال العاطفي والوجداني، فيقول في قصيدته قمر التي جاءت على قافية وروي مناسبين:
إسوارتان بمعصمي بردى .. هدباك يا قمري
وسحابتان بأفقه الريان .. دفناك فانهمري
وتتجلى المحبة في نصوص الشاعر الأحمدية التي يعيشها ويتعامل بها في كامل الوفاء والصدق، لتكون وفق ما يعتري مشاعره عنوان انتماء كبير يشد أواصر المحبة والوفاء، فيقول في قصيدته انتماء:
يا سادتي .. إن أنتمي .. فأنا إليكم أنتمي
والشعر إن أدمنته .. فلأنكم أنتم دمي
ويصف الشاعر الأحمدية الحزن بشكل فني مختلف يعمر له الضفاف ويخلق الكائنات الحية والجمال والشقاء بتركيب فني تتوازن فيه معطيات الموضوع الذي ارتكز وتكون على اللهفة والألم فيقول:
ثقيلا .. ثقيلا .. يمر النهار الحزين
على خافق متعب الضفتين
بطيئا .. بطيئا
كخطو السلحفاة فوق الرمال.
وتختلف الصورة في تشكيلها الفني عند الشاعر الأحمدية، وفي كل نص يلونها بلون مغاير وترسمها العاطفة التي تقودها الموهبة إلى موضوع في حدث فني واحد، فيقول في قصيدته ليت فني:
كلما لمت طيرا أن يغني … زلزلت زلزالها الدنيا
وأمطرت السماء جهنما حمراء .. فوق مدائني
المجموعة الصادرة عن دار جهات للنشر والطباعة والتوزيع تقع في 176 صفحة من القطع الكبير، ومؤلفها الشاعر الأحمدية مقرر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب وهو شاعر ومترجم من مؤلفاته في الترجمة مكاشفات وأغنيات البراءة والتجربة وشجرة تحلم بالطيران وغيرها، وفي الشعر افتتاحية العشق والمهرجان وشمس الروح ومرايا الحلم وغيرها.