الأديب جليل خزعل… مسيرة أربعين عاماً في أدب الطفل وأكثر من 150 كتاباً في القصة والشعر والمسرح

مسيرة أربعين عاماً من الكتابة للطفل، وأكثر  من 150 مؤلفاً بين قصة وشعر ومسرح وكتاب تعليمي، يضاف لها الكثير من أغاني برنامج الأطفال الأشهر “افتح يا سمسم”، يرى الأديب والشاعر العراقي جليل خزعل أنه قدم من خلالها نماذج فاعلة مشجعة تصلح لأن تكون قدوة للطفل العربي.

يضيء الأديب خزعل في حواره لـ سانا الثقافية خلال توقيعه لمجموعته القصصية “عندما يغني الغراب” على هامش معرض كتاب الطفل الرابع الذي تستضيفه حالياً جمعية مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية على أهمية وجود أدب مختص بالطفل يتسم بالمسؤولية والإبداع معاً.

ويشير خزعل إلى أن أدب ثقافة الطفل كمصطلح لم يحسم إلا بالسنوات الأخيرة الماضية، ولم يأخذ استقلاليته عن أدب الكبار، ولم يعترف به رسمياً وخاصة بالوطن العربي إلا بوقت متأخر، بعد أن قدمت نماذج متميزة منه وحصل إجماع حوله كأدب له خصائص مختلفة عن أدب الكبار.

ورأى خزعل أن أدب الطفل أدب وظيفي يجب أن يتمثل بشكل تربوي وإبداعي بعيداً عن الطريقة التقليدية التي يتلقاها الطفل بالمدرسة، وهنا تكمن مهمة الكاتب المبدع وتميزه عن الكاتب التقليدي أو الطارئ على هذا الميدان في فهم خصائص الطفولة ومراحلها، بما يسمح للكاتب بتوظيف قدراته بأعمال أدبية تتناسب مع كل شريحه عمرية.

ويعتبر خزعل أن هذا لا يتحقق إلا إذا كان الكاتب يمتلك مهارة وموهبة الكتابة التي تتمثل باللغة والأسلوب والقدرة على الابتكار والإتيان بشيء جديد، فهو يرى أن أدب الطفل يقاس بمدى تأثيره واستمرار هذا التأثير في الأجيال المتعاقبة.

واستعرض خزعل بعضاً من تاريخ صحافة الطفل في العراق وعدد من البلدان العربية، والتي كان لها تأثير كبير في الطفل العربي من خلال مجلات “مجلتي في العراق” و”أسامة في سورية” و”ميكي بمصر” و”ماجد في الإمارات” و”العربي الصغير في الكويت”، ورأى أنها شكلت نقلة نوعية في صحافة الطفل وكان لها تأثير كبير في تشكيل وعي هذه الأجيال.

ونوه بأهمية دور مجلة “مجلتي” المتخصصة بالطفل  منذ عام 1969 والمستمرة حتى اليوم في امتداد لمشروع على نصف قرن ساهم في تعميق ونشر اللغة العربية السليمة في الكثير من البلدان العربية، بما يؤكد مدى تأثير أدب الطفل.

خزعل الحائز ماجستير تربية وعلم نفس في طرائق تدريس علم الأحياء أكد ضرورة استخدام الأدب الإبداعي في تدريس المناهج التعليمية في الوطن العربي، حيث تبين تجربته التدريسية في هذا المجال، من خلال تحويل مادة علمية كعلم الأحياء الى أدب ونصوص قصصية وأخرى شعرية، أنها تفوقت من حيث النتائج على الطرائق التقليدية.

وأشار خزعل إلى ضرورة اهتمام الأهل بانتقاء الكتاب الأول للطفل، لما له من تأثير في حبه للقراءة لتصبح طريقاً له مع التأكيد على جودة المحتوى بما يناسب الطفل وعدم الاكتفاء بجمال الغلاف فقط، فهناك الكثير مما يسمى أدب الطفل، وهو ليس سوى قرطاسية لا أكثر.

والأديب خزعل حاصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية، وطُبعت أعماله في أغلب بلدان الوطن العربي، وتُرجمت إلى اللغة الإنكليزية، والألمانية، والإيطالية، واليابانية، وغيرها، إضافة إلى أن نصوصه تدرس في مناهج الدراسة في مراحل رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والمعاهد، والجامعات في العراق والكثير من الدول العربية، كما شغل الكثير من المناصب، منها مدير تحرير مجلة مجلتي والمزمار، ورئيس نادي أدب الأطفال في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.