تشكل المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) ركيزةً أساسيةً في البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، الذي سيطلق قريباً بفضل خبرتها المتراكمة في مواجهة مشكلة نقص السمع لدى الأطفال خلال السنوات العشرين الماضية.
وتقدم المنظمة خدمات الكشف والتشخيص والتدخل اللازم من خلال المعينات السمعية، عبر أطباء واختصاصيين يقومون بعملية التشخيص، إضافة إلى إجراء عمليات زراعة الحلزون ومن ثم دمج الأطفال بالمجتمع، حيث تم المسح السمعي لعدد كبير من الأطفال وتأهيل الآلاف منهم، إضافة إلى إجراء نحو 400 عملية زراعة حلزون، وفق ممثلة منظمة (آمال) في البرنامج كلوديا توما.
وفي تصريح لمراسلة سانا أشارت توما إلى أن الخبرة المتراكمة للمنظمة جعلتها عنصراً فاعلاً ضمن اللجنة الوطنية للبرنامج، وفي وضع البروتوكول والانتشار الجغرافي في المراكز التي تعمل في الكشف المبكر، والكوادر التي تقوم بالعمل سواء على مستوى الكشف أو التشخيص أو الاستقصاء، إضافة إلى إجراء حملات المسح في المناطق النائية للوصول إلى أكبر عدد من الأطفال والتوعية في الوقت ذاته، منوهةً بضرورة البرنامج لكونه خطوةً مهمةً جداً من أجل صحة الأطفال.
الاختصاصية في السمعيات في المنظمة فرح جبري لفتت إلى دور المنظمة كشريك أساسي في تقديم الخبرة العملية في البرنامج، لجهة تقديم الدورات التدريبية في زراعة الحلزون، وتدريب الكوادر التي تعمل ضمن البرنامج على إجراء اختبارات المسح السمعي، وتدريب طلاب الماجستير والعلوم الصحية ضمن قسم السمعيات وتقويم الكلام واللغة، مؤكدةً أهمية البرنامج الذي يقدم الخدمات اللازمة للطفل في حال ظهور أي مشكلة في السمع لديه.
بدورها مديرة مركز تقويم الكلام واللغة في (آمال) الدكتورة وفاء حسين أوضحت أهمية مرحلة تقويم الكلام واللغة بعد استعادة السمع ليستطيع الطفل الكلام والنطق، والتي تختلف مدتها من طفل لآخر بحسب وقت التدخل، مشيرةً إلى حاجة الطفل الكبيرة إلى الدعم والتأهيل وإكسابه مهارة التمييز السمعي لتطوير اللغة لديه والوصول به إلى مستوى أقرانه.
يذكر أن المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) تأسست عام 2002، وهي منظمة أهلية غير حكومية تسعى إلى توفير خدمات التأهيل والبيئة المناسبة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكين مشاركتهم بشكل فعال ومستقل في نواحي الحياة كافة.
ويعمل على تنفيذ البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة كل من وزارات الصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، والمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال)، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.