أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن امتلاك بلاده أسلحة نووية في سياق الردع يشكل الرد الوحيد حالياً على بعض التهديدات الخارجية لأمن البلاد.ونقلت وكالة تاس عن لافروف قوله في مقابلة مع مجلة “ميجدونارودنيا جيزن” الروسية: “إن الحفاظ على إمكانات القوات النووية هو عند الحد الأدنى الضروري ويهدف لضمان حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها ومنع العدوان على روسيا وحلفائها، مشدداً على أن شروط استخدامها المحتمل من جانب روسيا منصوص عليها في العقيدة الروسية.كما شدد لافروف على أن بلاده ملتزمة التزاماً كاملاً بمبدأ عدم جواز الحرب النووية وتنطلق من حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك منتصر في مثل هذه الحرب، داعياً إلى ضرورة منع أي مواجهة عسكرية بين القوى النووية لأنها محفوفة بالانتقال إلى المستوى النووي، وفي هذا الصدد فإنه في هذه المرحلة، الأكثر أهمية لكل القوى النووية هو أن تظل ملتزمة بهذه التفاهمات وتبدي أقصى درجات ضبط النفس.في سياق آخر أكد لافروف أن الولايات المتحدة لا تسعى لإنهاء الأزمة الأوكرانية عبر حديثها عن تسوية وفق صيغة زيلينسكي، مشيراً إلى أن إيمان الغرب بانتصار النظام في كييف أصبح أضعف.ورأى لافروف أن حديث بعض السياسيين عن ضرورة اتفاق روسيا والولايات المتحدة على إنهاء النزاع في أوكرانيا يعني أن أوكرانيا هي دمية في يد الأمريكيين، ويجب حل جميع القضايا المهمة معهم لكن المشكلة تكمن في أن الولايات المتحدة لا تنوي إنهاء النزاع، ومهمتها تقتصر على إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وإضعافها قدر الإمكان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه لا يمكن مطالبة موسكو بقبول التعدي على مصالحها الأمنية الأساسية واستمرار التعسف ضد الروس والأشخاص الناطقين بالروسية في الأراضي الجديدة والأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، مشدداً على أن روسيا ستحمي شعبها ومصالحها الحيوية بكل الوسائل وسيكون من الأفضل إذا فهم خصومها في أقرب وقت عدم جدوى المواجهة مع روسيا للانتقال إلى أساليب أكثر حضارة وسياسية ودبلوماسية لضمان التوازن والمصالح.
وأشار لافروف إلى أنه في كانون الأول 2021 قام الجانب الروسي بأخطر محاولة لنقل مخاوفه إلى العواصم الغربية، وسلم مسودات اتفاقيتين بشأن الضمانات الأمنية مع الولايات المتحدة وحول الإجراءات الأمنية مع الدول الأعضاء في “الناتو”، إلا أن مبادرة موسكو قوبلت بالرفض بغطرسة.وقال وزير الخارجية الروسي: “الغرب يحاول إبطاء عملية تطور العلاقات الدولية في سياق نظام متعدد الأقطاب، وهناك أشخاص غربيون مثل مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل يقسمون العالم إلى حديقتهم المزهرة وإلى أدغال، حيث في رأيهم يعيش معظم البشرية هناك، نظرتهم عنصرية للعالم بالطبع فمن الصعب التصالح مع بداية التعدديةالقطبية”.وشدد لافروف على أن أولويات موسكو في العملية الجيوسياسية الحالية تتمثل في الحفاظ على توازن عالمي للمصالح وبناء هيكل أكثر عدلا للعلاقات الدولية، معرباً عن ثقته في أن روسيا ليست وحدها في مثل هذا المسعى، وبدأت المزيد من دول جنوب وشرق العالم في تحقيق وصياغة المصالح الوطنية واتباع سياسة تركز على تنفيذها بروح التعاون الدولي.وأشار لافروف إلى أن الغرب يريد إزالة روسيا كمنافس جيوسياسي قوي لذلك شنت واشنطن وبروكسل حرباً هجينة على موسكو، إضافة إلى ضغوطها غير المسبوقة من خلال العقوبات، لافتاً إلى أن أوكرانيا اليوم تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم المالي الغربي وتوريدات الأسلحة.
سانا