كورال مشتى الحلو للغناء الجماعي: بذار محبة عبر الموسيقا لنشر الثقافة في المنطقة

اتخذ كورال مشتى الحلو من الفرح جوهر عمله بمجال الغناء الجماعي، فعمل على استقطاب فئات عمرية مختلفة، كانت بذار محبة لتأسيس جوقتيه (الصغرى والكبرى)، محملاً برسالة نشر الثقافة عبر الموسيقا في منطقة المشتى بريف طرطوس.

البذرة الأولى لانطلاق الكورال كانت من تأسيس (الجوقة الصغرى) خلال التحضيرات لأمسيات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، بهدف تهيئة الأطفال لاستقبال العام الجديد، وجذب المواهب التي ظهرت في مؤسسة الملتقى الثقافي الخيري بمشتى الحلو، ليعمل القائمون على الكورال على تدريب الأطفال بمجالي الغناء والموسيقا وإقامة أمسية ميلادية لهم، فكانت بمثابة ينبوع الفرح الذي انطلق لنشر ثقافة الغناء الجماعي في البلدة.

وعن بداية كورال المشتى وتطوره بينت الموسيقية مرام الحرش قائد كورال المشتى أن الجوقة الصغرى كانت بمثابة اللبنة الأولى لتأسيس الجوقة الكبرى، وتضم عدداً من الشباب الجامعيين الذين أقاموا العديد من الأمسيات المتنوعة بأفكار من رؤاهم العصرية والتي تكللت بالنجاح، منها الأمسية الموسيقية (حلم بأمل) التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان (سورية أرض الروح)، وتضمنت مقطوعات موسيقية وأغاني من الزمن الجميل.

وتابعت الحرش: “إن الكورال بجوقتيه الصغرى والكبرى هو كورال هواة، وتميز أعضاؤه بالعزف والغناء بتناغم وانسجام فيما بينهم، إضافةً إلى الاستعانة بالخبرات الموسيقية من قلب البلدة لمشاركتهم بالعزف على آلات معينة”، لافتةً إلى أن من ضمن الخبرات التي ساهمت في إغناء العمل ثنائية العزف والإيقاع التي جمعت الشابة مايا رزوق والشاب نبيه بيطار لتلبية احتياجات الكورال الموسيقية.

وأوضحت الحرش أهمية ما تقوم به مؤسسة الملتقى الثقافي الخيري في دعم المواهب، فكانت بمثابة الحاضنة المثلى لاحتواء تدريبات ونشاطات الكورال والعمل على تنميتها وسط تشجيع ودعم أهل البلدة، وهو ما ساعد على نجاح التدريبات لينعكس ذلك باندفاع الأطفال بشغف إلى التدريب اليومي.

ولفتت إلى حالة اندماج الجوقة الصغرى مع الكبرى، والتي تشكل تشاركيةً وصداقةً، مشكلين فيما بينهم على اختلاف أعمارهم حنجرةً صوتيةً واحدةً بنعومة وأصالة خيط الحرير المشتاوي بتناغم أصواتهم.

وبينت الحرش أن الأصوات الأنثوية في الكورال تقسم إلى قسمين سوبرانو الطبقة العليا وآلتو الطبقة الدنيا، وأن الذكورية فقط طبقة واحدة وهي التينور، لافتةً إلى أن هذا التنوع البسيط بأصواتهم مكن حناجرهم من أن تكون آلةً موسيقيةً بحد ذاتها مرتبطةً بالذاكرة البشرية كونها كانت أقدم وسيلة عبر بها الإنسان عن نفسه.

وأشارت الحرش الى أن المستوى الفني الذي حققه الكورال خلال مدة قصيرة توج برسالة المحبة التي حملها الكورال معه، للمشاركة في ملتقى (جوقات سورية) بنسخته الأولى في دار الأوبرا بدمشق عام 2017، بحضور الكورالات والجوقات المهمة في سورية، وبإشراف المايسترو ميساك باغبودريان، حيث تفردت ابنة كورال المشتى غابريلا بيطار بغناء الصولو بطريقة لافتة من بين جميع الجوقات المشاركة، كما زاد ذلك من خبرة الكورال في الاطلاع على عمل الجوقات الأخرى.

متابعة نشاطات الكورال وتدريباته المكثفة بهدف تطوير مستواه كانت محط اهتمام الحرش للوصول إلى الاحترافية على صعيد الغناء الجماعي وتعدد الأصوات، فسعت إلى إقامة ورشات عمل مع موسيقيين محترفين وورشات عمل مع جوقات أخرى، والتي تكللت بإقامة أول أمسية مع جوقة الفرح عام 2016 وحملت عنوان (بالفرح نلتقي).

أما اللقاء الثاني الذي جمع كورال المشتى مع جوقة الفرح فكان من خلال الأمسية التي احتضنتها ساحة مشتى الحلو في ختام مهرجان (صدى التوت والحرير)، والتي حملت عنوان (خيط حرير)، وكانت ثمرة ورشة العمل والتعاون التي دامت لأكثر من ثلاثة أشهر بين الكورال والجوقة، بهدف تطوير وتمكين العمل وزيادة الخبرة والاطلاع على تجارب جوقة الفرح، فكانت الأمسية التي حملت عنوان (خيط حرير) بمثابة الرابط الثقافي والاجتماعي، وصلة وصل بين أطفال دمشق وأطفال مشتى الحلو.