(فكر وسيرة المطران سابا إسبر متروبوليت نيويورك وكندا وسائر أمريكا الشمالية)، شكل محور الندوة التكريمية التي نظمتها اليوم مديرية الثقافة على مسرح قصر الثقافة بالسويداء.
وقال الأسقف يوحنا بطش المعتمد البطريركي على أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس في كلمة له: “مهما تكلمنا عن المطران سابا إسبر نكون مقصرين لأنه عمل في هذه المنطقة لسنوات طويلة وأراد الله أن يرسله بمهمة أصعب لمكان صعب وجغرافيا ممتدة الأطراف، وإن ما فعله وما عمله وعمره المطران سابا في هذه الأبرشية سيبقى مخلداً ذكره”.
بدورها مديرة الثقافة بالسويداء ليلى أبو فخر أشارت إلى أن المطران سابا شخصية فكرية وثقافية واجتماعية ودينية معطاءة ومتسامحة واسعة الاطلاع ومحفزة على البحث والدراسة، ومتمكنة الرؤى بشكل إنساني محب، واستطاع خلق حالة من التوازن بين الدين والعلم، ووصل من خلال ثقافته المنفتحة وعقله المتنور ليكون اليوم متروبوليت نيويورك وكندا وسائر أمريكا الشمالية.
ولفتت إلى أن المطران سابا كان يؤكد دائماً بأن الميدان الذي يجعلنا نعيش المحبة المطلوبة منا هو العطاء الذي ليس محصوراً بالماديات فقط بل يتعداها إلى العطاء الروحي والإنساني والمعنوي.
الأديب الدكتور راتب سكر تحدث عن مؤلفات وترجمات المطران سابا التي كتبها أو ترجمها عن الانكليزية، ودورها في التعريف باتجاهات الفكر القديم والحديث وحوار الثقافات وفن السيرة التي عني بها والتي أكد من خلالها على الحوار بين الثقافات، منطلقاً من تفكير مسكوني عال في توطيد أركان الفكر التنويري لإخاء البشرية والإنسان ومحبته لأخيه الإنسان.
من جهته لفت الدكتور ثائر زين الدين إلى أن المطران سابا صاحب رؤية فكرية وثقافية متنورة، وكان متابعا للأنشطة الثقافية.
وقدم الدكتور عدنان أبو الفضل إضاءة على سيرة المطران سابا وبعض أفكاره، مبيناً أنه يمتلك أفكاراً نيرة في مجالات الدين والعلم والقضايا التي تخص الوطن، وكان مخلصاً بأفكاره وعقيدته وأعماله كانت ترجمة لأفكاره، لافتاً إلى أن كل من يعرفه عن كثب يعلم أنه شخص طور نفسه كثيراً حتى وصل إلى هذه المرتبة الدينية والاجتماعية.
الجدير ذكره أن المتروبوليت سابا إسبر من مواليد اللاذقيّة سنة 1959ونال شهادة في الهندسة المدنيّة في جامعة تشرين والإجازة في اللاهوت (معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ البلمند)، وعين كاهناً سنة 1988 وخدم في أبرشيّة اللاذقيّة راعياً لكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ثم أسقفاً سنة 1998 وانتُخِبَ ميتروبوليتا سنة 1999 على أبرشية بصرى حوران وجبل العرب في السويداء قبل أن ينتخبه المجمع الأنطاكي المقدس للروم الأرثوذكس المنعقد في البلمند في الـ 23 من شباط الماضي متروبوليتا على أبرشية نيويورك وكندا وسائر أميركا الشمالية.
