شباب مكفوفون تجمعهم قوة البصيرة ويتسمون بالمثابرة والعزيمة استطاعوا تحقيق حلمهم بنيلهم النجاح في الشهادة الثانوية، وبدعم لا محدود من الكوادر التعليمية والاجتماعية في جمعية رعاية المكفوفين وضعاف البصر بحمص.
نشرة سانا الشبابية التقت عدداً من الناجحين، حيث تقول الشابة زينب النصرة الحائزة على مجموع 1684 الفرع الأدبي إنها فقدت نظرها نتيجة حادث مؤسف عندما كانت في الصف السادس وانقطعت لسنوات عن الدراسة ثم عاودت إتمام دراستها بدعم من القائمين على المركز التعليمي بالجمعية، حيث نالت شهادة التعليم الأساسي وانتقلت من المركز التعليمي التابع للجمعية بالمدينة إلى مركز الفرقلس نتيجة سكن أهلها في قرية تل زبيدة في منطقة الفرقلس وكانت يوميا تقطع نحو 27 كم ذهاباً ومثلها إياباً للحصول على حصتها التعليمية بالمركز ولتكلل جهودها بالنجاح، إذ ترغب بإتمام دراستها الجامعية في كلية الآداب.
أما الشابة عائشة علوش فنالت مجموع 1569 الفرع الأدبي وترغب بدراسة الآداب، حيث بدأ مشوارها التعليمي في الجمعية وتعلمت برايل، ثم تابعت دراستها وخلال سنوات الحرب انقطعت عن الدراسة، ثم عادت بكل أمل وثقة لمتابعة دراستها في المركز التعليمي التابع للجمعية بالرستن، وحققت حلم حياتها في إتمام دراستها الجامعية.
فيما نجح الشاب علي البحري من أبناء الرستن بتجاوز الصعوبات التي واجهته بالدراسة مع التحاقه بالمركز التعليمي التابع للجمعية بالرستن، وبفضل مساندة كوادر الجمعية والتحلي بالصبر والإرادة حقق مجموع 2148 الفرع الأدبي.
أما الشابتان سارة عبد المولى التي نالت مجموع 1654 الفرع الأدبي، وحنان القاسمي 1810 الفرع الأدبي أيضاً فقد تابعتا مشوارهما بالمركز التعليمي للجمعية بالمدينة بعد انقطاع دراسي لسنوات، واعتمدتا على التسجيلات الصوتية للمنهاج المقرر لتحصلا على شهادة السادس الابتدائي ثم شهادة التعليم الأساسي والعام الحالي الثانوية بمساعدة وتشجيع الكوادر التعليمية بالجمعية، وأشارتا إلى أهمية التحلي بالصبر والإرادة خلال مشوار الدراسة وفي الحياة وعدم الاستسلام أو الضعف.
أما الشاب نبيل الحبال فحاز مجموع 2287 الفرع الأدبي ويرغب بدراسة الأدب الإنكليزي، حيث كان للدعم الكبير من كوادر الجمعية الأثر الطيب في تحقيق حلمه وأحلام عشرات الشباب الذين يحدوهم الأمل بنيل أعلى الشهادات واكتساب العلم ومنحه للأجيال.
ولم تأبه الشابة سعاد بهار من قرية الصابونية التابعة لمنطقة الفرقلس بمسافة الطريق ما بين منزلها والمركز التعليمي بالفرقلس، واستطاعت أن تحقق هدفها ونالت الثانوية بالرغم من أنها تعاني من ضعف نظر شديد منذ عمر سنتين ونالت مجموع 1647 الفرع الأدبي.
أما الشابة شمس الصالح من أبناء الرستن فتقول: قدمت على شهادة محو أمية في المركز التعليمي التابع للجمعية بالرستن ونلت شهادة التعليم الأساسي ومن ثم نلت الثانوية بمجموع 1675 الفرع الأدبي، وتطمح بالدراسة الجامعية إيماناً منها بأن العلم سلاح، وبالعلم وحده تبنى الأوطان وتزدهر الحضارات.
وتوضح رئيسة المركز التعليمي في جمعية رعاية المكفوفين وضعاف البصر بحمص نورا الشرابي أنه نجح تسعة طلاب بالثانوية العامة الفرع الأدبي، وعشرة طلاب بشهادة التعليم الأساسي من الطلاب المكفوفين وضعاف البصر العام الحالي، ومنهم من حقق قفزات نوعية ما بين حصوله على شهادة محو أمية وتعليم أساسي وصولاً إلى الثانوية، ولا سيما بعد انقطاع دراسي وتلقيهم كل الدعم والرعاية بالجمعية مجانا لتعويضهم الفاقد التعليمي، منوهة بأنه مع كل عام دراسي جديد هناك طلبة جامعيون جدد من أصحاب الهمم والإرادة من أبناء الجمعية.