إني أعرفُ أسبابَ حزنِكِ  

  

    بقلم الدكتور  إسماعيل مكارم

    يقيناً

    إني أعرفُ أسبابَ حزنِكِ  

    يا دمشقُ

    أعرفُ لماذا لا تزوركِ الطيورُ

    والحمائِمُ

    في أيامِ الرّبيعِ

    وفي صباحاتِ أيامِ الصّيف

    *

    يقيناً

    أعرف يا دمشقُ

    لماذا تركتِ غِراسَ الياسمين

    ووضعتِ النايَ جانباً

    وامتشقتِ سيفكِ الأموي

    *

    يقيناً

    للعصفورِ من طعاميَ حصّة ْ

    وفي أعماقِ فؤادي

    للأوطان أناشيدٌ وقصائدْ

    تردّدها الرّوحُ

    من حينٍ الى حينْ

    *

    يقيناً

    هذه الرّوحُ تعلم بالبصيرةِ

    سرّ الأشياءِ

    وأسبابَ الجريمة ْ

    ورأت عينايَ نماذجَ

    لأبطالِ الجهادِ

    والحرّيّةِ

    وأصحابِ الغنيمة ْ

    *

    عُذراً فراتُ

    عذراً منكَ يا بردى

    لقد صارَ للأوباشِ

    والأوغادِ،

    لكلّ أولئك الرّعاعِ

    نهجٌ ، وحكمٌ

    قولٌ ، وسلطانْ

    لقد فقدتْ روحي السّكينة َ

    وغادرتْ عينيّ

    لحظاتُ الفرحِ وساعاتُ الاطمِئنانْ

    *

    يقيناً

    إني أعرفُ أسبابَ حزنِكِ

    يا دمشقُ .

   *****************

  كتبت هذه  الكلمات عام 2014

 

وجهة نظر تجاه ما يحدث اليوم في الوطن السوري.  علينا ان نوجه الغضب نحو أعداء الوطن  من  محتلين صهاينة، وأمريكان، وأتراك. الغضب كل الغضب يجب أن يكون عنوانه واتجاه سهامه ليس ضد الدولة الوطنية، والحكم الوطني، لا أبدا بل يجب أن يوجه هذا الغضب ضد أولئك الذين يقومون كل دقيقة، وكل  يوم، وكل أسبوع بسرقة النفط السوري، والقمح السوري، والقطن السوري، ويقومون بحرمان أخوتنا وأهلنا في الحسكة من مياه الشرب. الغضب كل الغضب يجب أن يوجه ضد أولئك الذين حملوا السلاح ونراهم كيف يخدمون أجراء في  جيوش تابعة لتركيا أوأمريكا على أراضي وطننا . أو شكلوا تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات …و يجب أن نلوم  اولئك الذين منعوا اولادهم من الذهاب لخدمة العلم السوري والجيش العربي السوري او في القوى الرديفة للجيش العربي السوري ورأينا هذه  النماذج كيف كانت تعلن من بعيد حسب ما يقال في المثل الشعبي (أنا ابن حارة بعيدة وهذا الأمر لا يعنيني). وبذلك قدمت هذه النماذج خدمة لأعداء سورية ، وعندما فقدت الدولة  السورية نتيجة الحرب وتعامل البعض ، عندما فقدت السيطرة على آبار الغاز والنفط أخذ أمثال هؤلاء يفتشون عن المذنب وعن المقصر في حين هم المقصرون. نسي هؤلاء وغيرهم وغيرهم ان مواقفف البعض السلبية تلك كانت خدمة لمن خططوا  وأعدوا مشاريع لإضعاف سورية وتمزيقها وتحويلها  إلى دويلات متحاربة فيما بينها وتحتكم للأمريكي.  نعم في زمن الحروب تحصل أزمات في الطاقة أو التموين دعونا نذكر مدينة لينينغراد وحصار لينينغراد المعروف في التاريخ، إذ كانت حصة المواطن في اليوم من الخبز 150 غراما. سكان المدينة واجهوا الجوع والقذائف والبرد! هل رفعت رايات العداء للدولة السوفييتية من قبل سكان المدينة المحاصرين، بينما  جيوش ألمانيا وإسبانيا كانت تدك اطراف المدينة بالمدافع وقذائف الطائرات؟ طبعا لا، بل واجه السكان الجوع والحصار وقذائف المدافع بروح عالية. والمثال الثاني المعروف هو حصار غزة، هل سكان غزة يعيشون في بحبوحة ونعمة من جراء الحصار، وهل يوجهون غضبهم ضد قياداتهم في قوى المقاومة؟ طبعا لا.  عسى ان لا تغيب الحقيقة من امام أعيننا، ونستطيع أن نحدد من هم أعداء سورية، ومن يقف وراء الحصار، ومن يسرق خيرات سورية من النفط والغاز والقمح والقطن وغيرها.