أحدث المستجدات العلاجية والتشخيصية في ثاني أيام المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي بدمشق

تواصلت لليوم الثاني أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي، الذي أقامته مؤسسة التعاون السورية الروسية تحت عنوان (صحتك النفسية أولوية)، وذلك في المركز الثقافي الروسي بدمشق.

وتركزت مناقشات المشاركين حول عدد من المحاور شملت (اضطراب الكرب التالي للصدمة والعلاج المعرفي السلوكي ورهاب طبيب الأسنان والأثر النفسي على مرضى الأورام والعلاج الأسري والتجربة الروسية في العلاج النفسي والتجربة الروسية في الصدمة ما بعد الحرب).

وفي تصريحات للإعلاميين بين الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام مشفى المواساة الجامعي بدمشق أن المشفى شارك بأطبائه الاختصاصيين وأساتذته بفعالية ضمن أعمال المؤتمر الذي ناقش جميع المحاور المهمة المتعلقة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والفصام والإدمان وانتشاره بين الشباب ومقارباته والوسائل العلاجية الحديثة، لافتاً إلى أهمية تبادل الخبرات مع الجانب الروسي في مجال (الصحة النفسية) التي تعد جزءاً مهماً من الصحة المجتمعية.

وأشار الأمين إلى أن قسم الأمراض النفسية في المشفى الذي تمت إعادة تأهيله منذ سنوات يضم اختصاصيين وأساتذة جامعيين يقومون بمقاربة مئات حالات الأمراض النفسية التي ازدادت مع ظروف الأزمة، حيث يتم تقديم العلاجات اللازمة بالشكل المطلوب ووفق أحدث البروتوكولات العالمية.

الدكتور يوسف لطيفة أستاذ الطب النفسي في جامعة دمشق أشار إلى أن الاكتئاب يعد مرض العصر ونسبة الإصابة به ترتفع خلال الأزمات والكوارث والحروب والأوضاع الاقتصادية الصعبة، مشيراً إلى أن هناك شريحة واسعة من المجتمع ومن كل الأعمار تصاب بالاكتئاب فهو يصيب الكبار والصغار كما يصيب المراهقين والمسنين، لافتاً إلى أنه عند المراهقين قد يؤدي إلى الانتحار والأفكار غير الطبيعية، بينما لدى المسنين يتظاهر بأعراض جسدية أكثر من الأعراض النفسية.

بدوره الدكتور مازن الخليل رئيس رابطة الأطباء النفسيين في سورية لفت إلى أهمية المؤتمر ولاسيما أنه من بين كل خمسة أشخاص هناك شخص متضرر نفسياً، مبيناً أن أكثر الناس الذين يتواصلون مع برنامجه (الطب النفسي أون لاين)، أعمارهم تتراوح بين (19 و29) عاماً وهم الجيل الذين عاصروا الحرب على سورية منذ بدايتها حيث كانوا في مقتبل أعمارهم في الطفولة والشباب ولهذا أثر كبير.

الدكتور عامر الحاج اختصاصي بالطب النفسي قدم محاضرة عن (اضطراب الكرب التالي للصدمة) الذي تشيع حالاته خلال الحروب والكوارث الطبيعية مثل الزلازل، مبيناً أن نسبة انتشاره يمكن أن تصل عند الرجال أو الذكور إلى 13 بالمئة بعد التعرض لهذه الأحداث ويمكن أن تصل عند النساء إلى 30 بالمئة، مشيراً إلى أن هذا الاضطراب مهم جداً ويجب التعرف عليه والاطلاع على آلية تشخيصه وطرق علاجه الدوائية والنفسية، منوها بأن الجانب الروسي كان له دور كبير في تشخيص هذا الاضطراب بعد الحرب العالمية الثانية.

وكانت أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي انطلقت أمس بهدف الإضاءة على دور الصحة النفسية وانعكاسها على الصحة الجسدية بما يعطي المناعة والقوة للمجتمع بمجمله ومناقشة مختلف القضايا التي لها دور كبير في تقديم الدعم النفسي للفئات التي تأثرت جراء الحرب الإرهابية على سورية.