تصيغ الفنانة التشكيلية الشابة همسة شلهوب مفردات أعمالها بأسلوب معاصر وإحساس فني مرهف يحاكي الواقع لتعكس من خلالها ما يجول في عالمها الداخلي من رؤى وأفكار.
همسة 26 عاماً خريجة كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء اختصاص تصوير زيتي والمدرسة في الكلية حالياً، بدأت موهبتها بالرسم بعمر 4 سنوات، وتابعت تنميتها حتى دخولها الكلية وحصولها على جائزة الباسل للتفوق الدراسي في جميع سنوات دراستها كما ذكرت خلال حديثها لمراسل سانا.
وبينت همسة أن انطلاقتها الفعلية بدأت خلال دراستها بالكلية عبر المشاركة بالعديد من المعارض الجماعية فيها، وفي المراكز الثقافية بدمشق والسويداء من خلال لوحات جمعت بين الزيتي والإكريليك، ولامست فيها الواقع كون الفنان كما ذكرت لا يمكنه الخروج عن واقعه الذي يعيش فيه.
تناول الشخوص والحالات الإنسانية بالعمل الفني بأسلوب واقعي تعبيري هذا ما تركز عليه التشكيلية شلهوب في غالبية أعمالها مع ميلها أحياناً للطبيعة الصامتة بشكل إيحائي رمزي دون تقيدها بألوان محددة، حيث تعمل على صياغة مجموعة لونية تخدم كل عمل تنجزه.
وتحاول همسة إضافة للرسائل الهادفة التي تحملها أعمالها أن تجعل منها وسائل تستخدم بمواضيع التوعية، وهذا ما ظهر واضحاً قبل سنوات خلال مشاركتها بإحدى مبادرات التوعية بفيروس كورونا عبر نشرها رسومات توضيحية على وسائل التواصل الاجتماعي عن كيفية الوقاية منه.
مشروع جديد تعمل عليه همسة بعنوان “ما لا تحمله الحقائب” يتضمن رسم مجموعة من الحقائب كرمز للسفر، تضع ضمنها الأشياء التي لا يستطيع الإنسان نقلها عند هجرته ومنها موطنه في دلالة واضحة على أهمية الارتباط بالوطن.
وحسب الفنان التشكيلي عصام الشاطر المدرس في كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء فإن همسة تعد من الفنانين الشباب الذين يوعد مستواهم بشيء جميل سيترك بصمة واضحة في الفن التشكيلي السوري للفترة القادمة، مبيناً أن أعمالها بدأت تحقق حضوراً لافتاً، وهي تشتغل بمفهوم صحيح للحالة الفنية الحالية وتختار موضوعات لطيفة تصيغها ضمن تكوينات مدروسة ومعاصرة مع سعيها لتطوير تقنياتها وأفكارها بشكل مميز.