بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس مركز الإغاثة والتنمية في سورية الذي حمل رسالة إنسانية هدفها التكافل الاجتماعي ونشر ثقافة العطاء في المجتمعات المحلية، يحتفي اليوم بذكرى تأسيسه من خلال أمسية موسيقية بعنوان “نوستالجيا 2” على وقع أنغام مؤلفات المايسترو طاهر مامللي، بمشاركة أوركسترا أورفيوس على خشبة دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
وعن أهمية المركز والخدمات التي يقدمها قال رئيس مجلس الأمناء ومؤسس المركز شادي فاضل في تصريح لـ سانا: “إننا نعمل كمؤسسة غير ربحية تحت شعار “نكون…حيث تكون” بهدف بناء الإنسان والتقييم الشمولي للاحتياجات الإنسانية، ووضع خطط الاستجابة التي تركز على الفئات الأشد احتياجاً، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومعالجة النزوح التي فرضتها الحرب إلى جانب تركيب الأطراف الصناعية للمحتاجين.
ولفت فاضل إلى أن المركز تأسس عام 2003 في دمشق من خلال مجموعة من الشباب المؤمن بالعمل الإنساني، حيث بدأ عمله إثر قدوم عدد من السودانيين جراء الأحداث في بلادهم إلى سورية، مشيراً إلى أنه تمت مساعدتهم بتأمين أماكن لاحتوائهم عن طريق مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق، ليستمر العمل أيضا خلال قدوم عدد من العراقيين والصوماليين، إضافة إلى اللبنانيين أثناء حرب تموز في لبنان عام 2006.
وأضاف فاضل: “خلال سنوات الحرب والأزمات التي تعرضت لها سورية استمر العمل بدعم المحتاجين وبناء الإنسان السوري السليم، ومن هنا اكتسب المركز خبراته بالعمل الإغاثي والتنموي وتحددت مبادؤه من خلال الاحتياجات التي فرضتها الظروف، ليكتسب أعضاؤه خبرات عديدة صقلت بالتدريب والتعليم بآن واحد من خلال شراكات مع منظمات دولية.
ويغطي المركز منذ بدء نشاطه بحسب الفاضل الشؤون الإغاثية في حالات اللجوء والحوادث والكوارث، من خلال تأمين السكن والغذاء والاحتياجات الأساسية والدعم الطبي عبر المراكز الطبية والعيادات المجانية، إضافة إلى قسم التنمية الذي يعمل على تقديم الدعم التعليمي والنفسي الاجتماعي والقانوني والهندسي، ودعم ذوي الإعاقة والتأهيل المهني وتدريب وتأهيل الكوادر.
كما يقدم المركز مشروع صناعة وتركيب الأطراف الصناعية، إضافة إلى تقويم العظام في قسم العلاج الفيزيائي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “يو إن دي بي” منذ عام 2015 ليكون عونا لفاقدي الأطراف للاندماج في الحياة من جديد وتقديم العلاج الفيزيائي لكل أنواع الشلل وفقدان الحسي والحركي.
ومن الخدمات التي يقدمها المركز بحسب الفاضل دعم المرأة عن طريق إقامة ندوات التوعية الخاصة بحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخطة الدمج لذوي الإعاقة مع المجتمع عن طريق الأنشطة الثقافية التي تؤمن المناخ الملائم لتجاوز العقبات النفسية والاجتماعية التي تواجهها هذه الفئات، إضافة لمشروعين إنتاجيين صغيرين.
ولفت الفاضل إلى أن مركز الإغاثة والتنمية أمن الوصول إلى أبعد المساحات الجغرافية على امتداد سورية، ليبلغ عدد المتطوعين فيه الذي تضاعف مع مرور الوقت ما يقارب 2000 متطوع مؤمنين بمبادئ عمل المركز.
ووجه الفاضل رسالة بأن الشعب السوري الذي عرف بشهامته كان المورد البشري والعماد الذي يقوم عليه المركز، مؤكداً على ضرورة التكاتف الاجتماعي ومد يد العون لمن هم بحاجة لأي مساعدة في ظل الظرف الصعب الذي يتعرض له المجتمع ككل.