في ذكرى عدوان تموز… المقاومة أكثر قوة وتجذراً في مواجهة التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية

عاماً مرت على بدء العدوان الغاشم الذي شنه العدو الإسرائيلي على لبنان وشعبه في الـ12 من تموز 2006، والذي سطرت فيه المقاومة اللبنانية أبهى صور الصمود والمجابهة والتحدي بدعم من سورية شعبا وقيادة لتحقق بذلك انتصاراً جديدا يضاف إلى صفحات التاريخ.بعد 33 يوماً من القتال والصمود ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تجرعت في نهاية عدوانها آنذاك مرارة الهزيمة النكراء حققت المقاومة انتصاراً كبيراً قلب المعادلة في الصراع مع العدو وأذاقه مرارة جديدة، كما أرست المقاومة قواعد جديدة للردع فردت على القصف الهمجي الإسرائيلي بإطلاق الآلاف من الصواريخ التي طالت عمق الأراضي المحتلة، وأدت إلى إحداث حالة من الرعب والذعر بين المستوطنين وصدمة كبيرة على المستوى السياسي والعسكري لكيان الاحتلال أمام القدرات الكبيرة التي تمتلكها المقاومة، وعجز أجهزته الاستخباراتية والتجسسية عن كشفها.رجال المقاومة تصدوا لقوات الاحتلال وخاضوا معها معارك طاحنة خسر خلالها العدو العشرات من دباباته وآلياته وجنوده، وفشل في تحقيق أي من أهدافه ومحاولات توغله، فيما كشفت وثائق أن حكومة العدو حاولت منذ الأيام الأولى التوصل إلى وقف لإطلاق النار لشعورها بالعجز والهزيمة أمام العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية، إلا أن الولايات المتحدة ضغطت على حكومة العدو للاستمرار في العدوان لأيام إضافية، إلى أن اضطرت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس إلى القبول بذلك بعد فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه.أمام قوة وعنفوان المقاومة استخدم العدو آلته الحربية المدمرة على امتداد الأراضي اللبنانية، حيث سقط أكثر من 1500 شهيد من المدنيين اللبنانيين، وهجر ما يزيد على مليون بشكل تعسفي، لكن إرادة الصمود والتحدي البطولية لدى المقاومة الوطنية اللبنانية وشعبها انتصرت في نهاية المطاف، وكانت لها الكلمة الأخيرة في ردع العدوان ودحره، وما زالت حاضرة صور آلة الحرب الهمجية التي سلطها العدوان الإسرائيلي وصبت حممها على المنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وكل ما طالته من بنى تحتية في عدوان ادعى أنه انتقام من عملية “الوعد الصادق” التي نفذتها المقاومة الوطنية اللبنانية في الثاني عشر من تموز، وأدت إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين آخرين.واليوم ومع مرور سنوات على عدوان تموز ما زالت المقاومة في لبنان أكثر قوة، بتحقيق محور المقاومة المزيد من الإنجازات في مواجهة الاعتداءات والتحديات والمخططات الصهيونية والغربية، ليتماهى كل ذلك مع صور التصدي والصمود المتواصل للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه الجديدة والمستمرة، وليبقى النضال ضد المحتل راسخاً ومتجذراً، وأركان بطولات التصدي تخط وتتجسد بدماء الشهداء وتضحياتهم.

سانا