التحديات والصعوبات التي تواجه منظمي ومجهزي المعارض والمؤتمرات في سورية، وأبرز المقترحات لتحسين وتطوير صناعة المعارض، شكلت محاور ملتقى إنكس بدورته الثانية التي عقدت اليوم في فندق الشام بدمشق بمشاركة رجال أعمال وعارضين وزوار وممثلين عن الجهات الحكومية المعنية.
وتضمن الملتقى الذي نظمته مجموعة سيم تك بالتعاون مع المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية عروضاً حول تجارب بعض الشركات السياحية والتجارية المعنية بهذا القطاع إضافة إلى استعراض رؤية عدد من العارضين والزوار والنقابات حول المعارض والمؤتمرات السورية بإيجابياتها وسلبياتها، ومقترحاتهم لتحسينها وتطويرها.
مدير عام المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية غسان فاكياني لفت في كلمة إلى أن صناعة المعارض تلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات، وتسهم بالتعريف بالمنتجات الوطنية، كما تشكل جزءاً أساسياً في بناء التفاهم والعلاقات بين الدول حيث تعكس آثارها على القطاعات الاقتصادية والسياحية والثقافية والاجتماعية من خلال مساهمتها في تنشيط الاقتصاد إضافة إلى الدور التحفيزي الذي تلعبه في تطوير المنتج والتعليم وتبادل المعارف والمنتجات والتقنيات الجديدة والاستثمار والتطوير المهني وتوفير فرص العمل.
وأوضح فاكياني أن المعارض تعد ظاهرة اقتصادية إيجابية للاقتصاد الوطني وتتيح المجال أكثر لالتقاء المستثمرين ورجال الأعمال فهي تنعش الطلب على المنتجات الوطنية، وتنشط جميع القطاعات الأخرى بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتعمل على تأمين فرص اللقاء بين المنتجين والتجار والمستوردين في الدول المستهدفة وتوقيع العقود والصفقات التجارية وتسريع عملية التبادل التجاري وانسياب البضائع والمنتجات بالكم والنوع المطلوبين، لافتاً إلى أن زيادة الطلب والإقبال على تقديم طلبات للحصول على تراخيص إقامة المعارض دليل على تعافي هذا القطاع بعد سنين من الحرب والحصار الجائر.
مدير عام مجموعة سيم تك جبرائيل الأشهب بين أن الهدف من الملتقى معالجة التحديات التي تواجه منظمي ومجهزي المعارض والمؤتمرات من ناحية والتطوير والتحسين من ناحية أخرى، وهذا الموضوع يشمل أيضاً التحول الرقمي بالمعارض والمؤتمرات حيث إن المعارض الرقمية بدأت تشهد رواجاً وطلباً عليها في أهم دول العالم وعلى رأسها الصين وذلك في ظل الوفر والقيمة المضافة التي تعطيها إلى حد ما مقارنة بالمعارض التقليدية.
من جهتها السكرتير التنفيذي لمجموعة سيم تك وعد شموس أشارت إلى أن المجموعة قامت وتحت إشراف المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية بإجراء دراسة لقطاع المعارض والمؤتمرات في سورية حيث أظهرت وجود بعض التحديات والصعوبات التي تواجه هذا القطاع والمتمثلة بآلية التكليف الضريبي لشركات التنظيم والتجهيز والإدخال المؤقت لمعروضات الشركات الخارجية الراغبة في المشاركة ضمن المعارض المحلية إضافة للصعوبات والتحديات المتعلقة بالبيئة التشريعية المناسبة لقطاع المعارض معتبرة أن أفضل وسيلة لتطوير أي قطاع هي التغذية الراجعة من السوق.
وفي كلمة مسجلة عبر الإنترنت من الأردن بيّن الأمين العام للاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات محمود الجراح أن صناعة المعارض واحدة من أكثر الصناعات الديناميكية التي توفر منصة تتيح تفاعلاً ديناميكياً بين العارضين والمستهلكين كمنصة للأعمال التجارية حيث يعمل المعرض كنقطة أساسية للتسويق والتمويل والتواصل، ويساعد العارضين على عرض منتجاتهم وخدماتهم في وقت قصير ما يسهل على الزوار الوصول إلى مجموعة واسعة من العروض.
وقدم المدير العام للهيئة العامة للضرائب والرسوم منذر ونوس عرضاً حول آلية عمل الهيئة والسياسة الضريبية بشكل عام والتسهيلات التي تقدمها لصانعي المعارض والمهتمين بهذا المجال إضافة إلى عرض رؤية وزارة المالية تجاه هذا القطاع مؤكداً الجاهزية للتعاون بشكل كامل مع كل ما يسهم بتطويره وتفعيله.
حسين مصطفى معاون مدير الشؤون الجمركية في مديرية الجمارك العامة رأى أن المعارض صناعة مهمة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني بشقيه الإنتاجي والخدمي من كلا القطاعين الخاص والعام مستعرضاً عدداً من القضايا المتعلقة بكيفية تنظيم البيانات وسوق البضاعة وأمور الشحن.
وتركزت مداخلات المشاركين حول ضرورة الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والعلمية في هذا المجال وكذلك الاستفادة من خبرات شركات تنظيم المعارض الدولية بما يسهم في تطوير صناعتها والوصول بها إلى المستوى المطلوب وإبراز قدرات الشركات المنظمة لها بشكل تنافسي مؤكدين أهمية دور وسائل الإعلام والإعلان في هذا المجال وإقامة برامج وأيام علمية مرافقة للمعارض.