الحديث عن الوردة الشامية في الأدب السوري كرمز للجمال والتراث الثقافي والتي تحتل مكانة فريدة في قلب السوريين جميعاً، كانت محور الأمسية الأدبية التي قدمها المؤرخ والكاتب الدكتور سامي مبيض في ثاني أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو”، والتي أقيمت في قاعة الاحتفالات في القصر الملكي بمدينة تورينو الإيطالية.وخلال الأمسية التي حضرها حشد من المثقفين الإيطاليين وعلى رأسهم البروفيسور باولو ماتييه الحائز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة بدأ الدكتور مبيض حديثه بعرض تاريخي والسياق الثقافي للوردة الشامية متتبعاً أصولها وزراعتها في الأراضي السورية إلى أن أصبحت مجازاً للحب.
واستعرض الدكتور مبيض ما كتب في الوردة الشامية من قبل الأدباء والشعراء السوريين ومنهم الشاعر الكبير نزار قباني الذي تناول الوردة عبر قصيدتين الأولى “الوضوء بماء العشق والياسمين”، والثانية في رثاء ابنه توفيق بعنوان “إلى الأمير الدمشقي توفيق القباني”.وتحدث عن أثر الورد الشامية في كتابات الأدباء غير السوريين ومنهم شكسبير الذي ذكرها على لسان أحد أبطال مسرحياته، عندما شبه حبيبته بالوردة الشامية.وأكد الدكتور مبيض أن الوردة الشامية وتحديداً في الشعر العربي المعاصر كانت رمزاً للجمال الخالد، ومصدر إلهام الكتاب العرب عبر التاريخ، مبيناً أهمية ذلك في الحفاظ على التراث الثقافي، إضافة إلى الاستمرارية في إلهام الكتاب لتقديم منجزات أدبية تتغنى بالوردة الشامية ومحبيها.
كما تطرق الدكتور مبيض لأهمية الدبلوماسية الثقافية كونها قادرة على مد الجسور، بل هي أعمق بكثير كونها ممتدة بين الشعوب على اختلاف ثقافاتهم حسب تعبيره.وأكد الدكتور مبيض أن تسجيل الوردة الشامية والممارسات المرتبطة بها على قائمة اليونيسكو وغيرها من العناصر الثقافية السورية من العود وخيال الظل والقدود الحلبية، وما سيتم تسجيله لاحقاً محاولات لإعطاء سورية ما هو حقها، وفيها الكثير ما يستحق التوثيق والتسجيل لكون عمرها أكثر من 12 ألف عام.يذكر أن أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” تنظمها المتاحف الملكية في تورينو والأمانة السورية للتنمية، بالتعاون مع منظمة “سانتاغاتا” لاقتصاد الثقافة.
سانا