المقداد والصفدي يبحثان العلاقات الثنائية وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم

التقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي والوفد المرافق.

وقال المقداد في تصريح صحفي عقب اللقاء: إن سورية والأردن تجمعهما منطقة جغرافية واحدة ومصالح مشتركة وإن لدى البلدين مصلحة مشتركة في أن يعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والدول العربية.

وأشار المقداد إلى أن أهم المواضيع التي تم بحثها خلال لقاء اليوم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والأوضاع القائمة في سورية، وسبل تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، والتطورات التي جرت بعد القمة العربية الأخيرة، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف المقداد “إن المباحثات تناولت أيضاً الوضع العام في المنطقة والتحديات الأساسية التي تتعرض لها دولها وضرورة تعزيز التنسيق الثنائي، والتنسيق العميق بين الدول العربية وخاصة في لجنة المتابعة التي تشكلت في القمة العربية التي انعقدت مؤخراً بالسعودية لتوحيد الموقف العربي، وحل المشاكل التي تواجهها سورية والمنطقة بشكل عام”.

ولفت المقداد إلى أن الحرب التي شنت على سورية أدت إلى مشاكل في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، وسورية تتشاور مع الأشقاء في الأردن حول الكثير من القضايا بما في ذلك قضية اللاجئين، وأفضل السبل الكفيلة لعودتهم إلى سورية، مؤكداً أن كل سوري في أي دولة من دول العالم يملك الحق بالعودة إلى بلده، وهو مرحب به وسيتم التعامل معه في إطار القانون والسيادة، ولكن عودة اللاجئين بحاجة إلى تأمين مستلزمات أساسية مثل البنى التحتية والتعليم والصحة والمياه.

وأشار المقداد إلى وجود مخططات لبعض الدول الغربية تهدف إلى تعميق المشاكل في سورية، وعدم السماح للاجئين السوريين بالعودة الطبيعية إلى بلدهم، مشدداً على أن سورية ماضية في التعاون مع الأشقاء في الأردن لتأمين مستلزمات ومتطلبات عودة اللاجئين.

وقال: إن اللاجئ لا يمكن أن يعود إلى بلده وهو يخضع للعقوبات القاسية التي لم يشهد لها العالم مثيلاً، فهذه العقوبات لا إنسانية ولا أخلاقية وتؤدي إلى موت الكثير من الأطفال والنساء في المخيمات.

ولفت المقداد إلى أن سورية أجرت مشاورات في عمان بشأن اللاجئين، وكذلك في جدة على هامش القمة العربية، وهناك مجموعة من الأفكار والتصورات قدمت لها من بعض المنظمات الدولية، وتم الاتفاق في لقاء اليوم على معالجة كل هذه الجوانب، وسيكون الأشقاء في الأردن فاعلين في إيجاد الحلول لبعض هذه المشاكل التي يجب أن نتصدى لها، ونأمل أن يعود اللاجئون إلى وطنهم.

من جانبه أوضح الوزير الصفدي أن اللقاء تناول أيضاً الجهد العام فيما يتعلق بشأن التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، ويضمن وحدة سورية وسلامتها الإقليمية، ويحقق طموحات الشعب السوري الشقيق ويخلصها من الإرهاب ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين.

وقال الصفدي: فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية تم الاتفاق على أن يكون هناك لقاءات للجنة المعنية بالمياه قريباً لمعالجة هذا الملف، وأن يكون هناك لقاءات بين وزيري النقل في البلدين لمعالجة القضايا المرتبطة بالنقل، ولقاءات فنية أخرى تعالج قضايا ثنائية، وتسهم في زيادة التعاون الذي سينعكس خيراً على البلدين والشعبين الشقيقين.

وأضاف الصفدي: تنفيذاً لاجتماع عمان سيتم عقد اجتماع للجنة المعنية بمعالجة قضية تهريب المخدرات، وهذا تحدٍ كبير وخطر حقيقي لا بد أن نتعاون على مواجهته، ونحن في الأردن نرى أن هذا التهديد يتصاعد ونقوم بكل ما يلزم لحماية الأمن الوطني من هذا الخطر.

ولفت الصفدي إلى أنه خلال الفترة الماضية تم الاتفاق على خطة للتقدم والتدرج نحو حل الأزمة في سورية، ومعالجة تبعاتها كما جرى في اللقاء الذي تم في الجامعة العربية.

وقال: إننا نريد أن نتقدم بخطوات عملية نحو معالجة تبعات هذه الأزمة، والإعداد لاجتماع لجنة الاتصال العربية التي أقرتها الجامعة العربية، والتي نأمل انعقادها الشهر القادم بحيث يكون له مخرجات عملية تسهم في معالجة تبعات الأزمة في سورية.

وأوضح الصفدي أن الحرب في سورية التي امتدت على مدى 12 عاماً كان لها تبعات كثيرة، وبالتالي لن تحل كل الأمور بين يوم وليلة، ولكن بدأنا مساراً عربياً جاداً يستهدف حل الأزمة، معتبراً أن الأردن هو الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، وبالتالي هو معني بشكل كبير بأن تحل، وهو مستمر بالجهود من أجل اتخاذ خطوات عملية نحو هذا الحل.

وأشار الصفدي إلى اللاجئين السوريين في الأردن مؤكداً أن بلاده تقدم كل ما تستطيع لتوفير العيش الكريم لهم، ومشدداً على أن مستقبل اللاجئين في بلدهم وحل قضيتهم يكون بعودتهم إليه، وهذا يستدعي أن يكون هناك مستلزمات لتشجيع عودتهم بشكل طوعي مع توفير متطلبات العيش الكريم لهم في بلدهم.

ولفت الصفدي إلى تراجع الدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة لهم وللمنظمات الأممية المعنية بمساعدتهم، ولكن في النهاية يجب أن نستثمر بشكل سريع وعملي في عودة اللاجئين إلى بلدهم، ومن هنا انخراطنا مع المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة المعنية من أجل إيجاد الظروف اللازمة للعودة، وقال: “نحن قريبون جداً من بلورة الأسس التي ستتم وفقها عملية العودة الطوعية للاجئين السوريين”.

وأكد الصفدي ضرورة رفع العقوبات المفروضة لاستعادة سورية عافيتها، ونحن مستمرون بهذا الجهد، وندرك صعوبة ذلك وحتميته لأن حل الأزمة في سورية مصلحة سورية وأردنية وللمنطقة وللعالم أيضاً، لأن تبعاتها انعكست خارج سورية، مشيراً إلى أن الدول العربية تعمل أيضاً في اتجاه إيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة.