تحتوي محافظة حمص على العديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعود إلى الحضارات الآرامية والإغريقية والرومانية والإسلامية، إلى جانب غناها بمصانع وشركات تعنى وتهتم بالمنتجات الرعوية والزراعية والصناعات الغذائية.
وعن معالم حمص والبنية الاجتماعية والاقتصادية لها في منتصف القرن السادس عشر أشار عضو الجمعية التاريخية السورية الباحث المهندس عبد الهادي النجار في تصريح لـ سانا إلى أن القلعة كانت من أبرز معالم مدينة حمص، وهي عبارة عن هيكل صلب مبني من الحجارة فوق تل صناعي، إضافة إلى الجامع الكبير الذي يعتبر أهم مسجد في المدينة، والبيمارستان النوري، وهو المشفى الوحيد في حمص، والمؤسسات التعليمية التي تتضمن المدارس النورية والكوجكية والحسامية والعصرونية.
ومن المنشآت العامة في المدينة حسب النجار الذي اعتمد في أبحاثه على (دفاتر التحرير ورحلة النهر والي) التكية التي بناها رستم باشا والخانقاه والنورية والتربة الكوجكية والتربة الجوكندرية والزاوية العدوية ومكتب وزاوية الشيخ أحمد الرفاعي.
ونوه الباحث إلى أن صناعة النسيج احتلت مكانة مهمة وبارزة في اقتصاد حمص، من خلال تجارة الحرير التي كانت رائجة فيها إلى جانب الأنشطة الاقتصادية والخدمية التراثية الأخرى، كالحمامات وطواحين العاصي وحرفة الصيد في بحيرة قطينة بحمص.
وبين المهندس عبد الهادي النجار أن هناك جوانب مهمة من تاريخ حمص تتكشف في مخطوط (رحلة النهر والي) التي حدثت في القرن السادس عشر عام 1557، مبيناً أن النهر والي هو رجل دين من أصول هندية ومؤرخ الدولة العثمانية كلف بمهمة رسمية وزار عدة أماكن، منها مدينة حمص، حيث وصف منشآت حمص .. قلعتها.. والطلاسم والمزارات.. وأماكن دفن الصحابة.. وأمير حمص.. والجامع الكبير.. والأئمة والفقهاء الموجودين فيه والتكية الرستمية الموجودة حالياً في سوق الناعورة.
وأشار النجار إلى أن مخطوط النهر والي موجود باللغة الإنكليزية، ولا توجد نسخة عربية مطبوعة، وهو من أهم الوثائق التاريخية لمدينة حمص في القرن السادس عشر من وجهة نظره.