الإهمال الطبي يفاقم معاناة 32 أسيرة فلسطينية

اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل ثماني سنوات بعد أن أصابتها بـ14 رصاصة في يدها اليسرى عند خروجها من مدرستها في حي الشيخ جراح بالقدس، ما أدى إلى تلف أعصاب يدها وعدم قدرتها على تحريكها، كان عمرها حينها 16 عاماً، ومنذ ذلك اليوم وهي محبوسة بين القبضان تعاني ظلم السجان وتزداد آلامها يوماً بعد آخر جراء رفض الاحتلال تقديم العلاج اللازم لها”، هي حالة الأسيرة الفلسطينية مرح باكير كما وصفتها والدتها لمراسل سانا وهي تشكل جزءاً من معاناة 32 أسيرة يعشن ظروفاً مأساوية داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.وقالت والدة مرح التي تقطن في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة: على الرغم من صعوبة الوضع الصحي لمرح إلا أن الاحتلال يتعمد حرمانها من العلاج ما تسبب في تلف 80 بالمئة من أعصاب يدها وتهشم المنطقة الممتدة من الكوع إلى الكتف، موضحة أن ابنتها كانت تحلم باستكمال دراستها الجامعية، إلا أن الاحتلال حرمها منها، ومطالبة كل أحرار العالم ومنظماته الإنسانية بالاهتمام بمعاناة الأسيرات، وخاصة الجريحات والمريضات منهن.من جهته، أوضح رئيس دائرة التوثيق والإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أن الاحتلال يحتجز 32 أسيرة 28 منهن يقبعن في معتقل “الدامون”، وأسيرتان في معتقل “الرملة”، واثنتان في معتقل “أبو كبير”، وجميعهن يواجهن ظروفا قاسية جراء التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الحقوق الأساسية ومن زيارات الأهل، لافتاً إلى أن الاحتلال اعتقل 17 ألف فلسطينية منذ عام 1967 تعرضن خلال فترة الاعتقال لكل أنواع التعذيب والحرمان.وأكد فروانة أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد فاقمت معاناة الأسيرات، وخاصة اللواتي يعانين من جروح وأمراض خطيرة، وفي مقدمتهن الأسيرة إسراء الجعابيص التي تعاني من حروق شديدة ويرفض الاحتلال علاجها.المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار بين أن الأسرى سيتخذون سلسلة خطوات احتجاجية رفضاً للإجراءات العنصرية والقمعية وسياسة العزل والتنقلات التعسفية بحق الأسيرتين فاطمة شاهين وعطاف جرادات، حيث فرض الاحتلال عليهما العزل، وعلاوة على ذلك يقوم بنقلهما من معتقل إلى آخر مع العلم أن الأسيرة شاهين جريحة وتعاني من الشلل، مطالباً بإطلاق حملة تضامنية دولية لنصرة الأسيرات والمطالبة بالإفراج عنهن.بدورها، أشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة إلى أن سياسة الإهمال الطبي الممنهج بحق الأسرى والأسيرات تهدف إلى قتلهم ببطء ويجب التصدي لها وفضحها ووقفها، مبينة أن خطورة أوضاع الأسيرات تتطلب تحركاً جاداً من أحرار العالم وجميع المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية لإنقاذهن وجميع الأسرى من براثن الموت في المعتقلات وإلزام الاحتلال بالإفراج عنهم ووقف جرائمه بحقهم.

سانا