“إحدى أصابعي مبتورة، ولا أستطيع تحريك إبهامي والكتابة، لكنني أستطيع التفكير ليكون العلم سلاحي للمستقبل”، هذا ما قاله جريح الحرب سامر شروف من بلدة قنوات بالسويداء الذي يكابر على آلامه، ويتقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي لدورة العام الحالي.
إصابات شروف التي تعرض لها في حلب أثناء أداء خدمته الإلزامية في صفوف الجيش العربي السوري، وتسببت بتسريحه بنسبة عجز قدرها 35 بالمئة لم تثنه عن التمسك بإرادة الحياة والعودة إليها من بوابة العلم، بعد انقطاع في محاولة منه لإثبات ذاته، والتطلع إلى مستقبل أفضل له كما ذكر.
وأكد شروف خلال حديثه لـ سانا الشبابية أثناء خروجه أمس من المركز الامتحاني في مدرسة الشهيد سلمان دويعر بمدينة السويداء أن البذل في سبيل العلم لا يقل أهمية عن العطاء والتضحية من أجل الوطن، كونه يتوجب على الإنسان القيام بدوره أينما وجد، وألا يضعف ويمل بل عليه المحاولة وخلق دافع أمامه للنجاح.
وحسب شروف فإن تشجيع أهله إضافة لوجود رغبة لديه للعودة للتعليم دفعه للدراسة والتقدم للامتحانات لتعويض ما فاته خلال الفترة الماضية، حيث يطمح للنجاح ثم التقدم لشهادة الثانوية العامة العام القادم، وصولاً لتحقيق هدفه بدخول الجامعة بالفترة المقبلة.
ويؤمن شروف أنه لا يوجد شيء مستحيل وصعب عندما يمتلك الإنسان الإرادة والعزيمة، مؤكداً أهمية أن يجرب الجرحى خوض ميدان الدراسة، وإحداث تغير في حياتهم نحو الأفضل والتمسك بسلاح العلم، بعد أن حملوا السلاح في ميدان الدفاع عن الوطن.
ووفقاً لمدير المركز الامتحاني في مدرسة الشهيد سلمان دويعر خالد شلغين فإن المركز استقبل العام الحالي الجريح سامر شروف فقط للتقدم لشهادة التعليم الأساسي، حيث يوفر له الأجواء المناسبة ولجنة للمساعدة بالكتابة ضمن التعليمات الناظمة للعملية الامتحانية، مبيناً أن حضوره يكتسب أهمية أمام إصراره على مواصلة تعليمه، ما يحفز الكثيرين للسير على طريقه، وتحدي جميع الظروف التي تعترضهم.