جامعة دمشق ومئة عام من نور العلم

كبرى الجامعات في القطر العربي السوري انهت عقدها العاشر بشعار يعبر عن أهمية العلم ورغبة الإنسان اللامتناهية إلى المعرفة وخصوصية دمشق في تطور العلم والعلماء شعار باللون التوتي الذي يرمز إلى التوت الشامي وهو فاكهة لا توجد الا في دمشق فكان اللون المميز لجامعتها للتعبير عن تفردها اما المصباح فهو رمز المعرفة في ثقافات مختلفة وتوِّج بآية قرآنية “وقل ربي زدني علماً” وهي رسالة جامعة دمشق وهدفها الذي لن تتوقف عن السعي وراءه إلى اليوم  وهي تطفئ شمعتها المئة اما عن حكايتها فبدات في مطلع القرن العشرين عندما  أمر السلطان عبد الحميد والي دمشق ناظم باشا بإنشاء مكتب التدريس الطبي والصيدلة بمناسبة توليه العرش وبعد ولادة سورية باسم المملكة السورية العربية عام ١٩٢٠ تم افتتاح معهد الطب ومدرسة الحقوق التي كانت آخر مبنى شيده العثمانيين على ضفة نهر بردى واول مبنى من مباني الجامعة مؤلف من مئات الغرف نواة الجامعة السورية التي بدأت بكلية الحقوق ومازالت حتى الآن وسط دمشق في حي البرامكة اما الطبيب رضا سعيد فله الفضل في تأسيس مدرسة لتعليم الطب التي عمل فيها عدد من الأطباء ابرزهم عبد الرحمن الشهبندر وتحولت المدرسة للمعهد الطبي العربي واصبحت لغة التدريب فيها باللغة العربية بفضله وكانت وقتها الجامعة الوحيدة بالعالم التي تدرس باللغة العربية وفي عام ١٩٥٨ صدر قانون تنظيم الجامعات وصار اسمها جامعة دمشق بدل الجامعة السورية
من أفضل الجامعات بسجل حافل ضم نخبة من الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء والسياسين السوريين والعرب مثل فارس الخوري وخالد العظم والمفكر المغربي محمد عابد الجابر وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة في تونس
لعبت جامعة دمشق دورا مهما بأكثر من مرحلة تاريخية بتاريخ سوريا منها مشاركة الطلاب الإضراب الستيني عام ١٩٣٦ كما رُفع اول علم سوري بعد خروج الفرنسيين على المبنى الذي أصبح لاحقا كلية الحقوق كما كان للطلاب أهمية بترجيح نتائح الانتخابات النيابية بين المتنافسين إضافة لاضراب الطلبة احتجاجا على تخفيف فرنسا من ميزانية الجامعة السورية
إلى اليوم وبعد مئة عام من عمرها تقف شامخة عالية البنيان تسارع الخطى لتواكب كل جديد لتحقق المزيد من التقدم والتوسع لتضخ اجيالا جديدة يفخروا بانهم من طلبتها متطلعة إلى مستقبل اكثر اشراقا واشد تألقا بنور علمها الذي سيبقى يشع داخل سوريا وخارجها.
إعداد مجد حيدر

شهادة من د. حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب سابقا

الدكتور جورج جبور باحث سياسي