اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان… رؤية وطنية وإنجازات محققة والإعلام شريك في التوعية

جهود كبيرة على مدى عدة سنوات سعت اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان في سورية إلى تكريسها لخدمة مرضى السرطان، ومساعدتهم في طرق الكشف المبكر عنه لتحقيق أكبر نسبة شفاء منه، لتصل اليوم إلى بلورة رؤية وطنية لمواجهة السرطان، يسهم الإعلام في تسليط الضوء عليها، وتحقيق أهدافها التوعوية، والتنبيه لأهمية إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر.

في إطار ذلك نظمت اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان اليوم ورشة عمل للإعلاميين في فندق الشيراتون بدمشق، للتعريف بعمل البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان، إضافة إلى التعريف بمركز التشخيص والعلاج الإشعاعي وواقع الخدمات الصحية والعلاج الذي يقدم لمرضى السرطان في سورية، والتركيز على دور الإعلام في التوعية الصحية حول المرض.

وتركزت مداخلات المشاركين في الورشة حول أهمية الدعم النفسي للمريض خلال فترة العلاج وما بعدها، وضرورة استمرار التعاون والتنسيق المشترك بين اللجنة والإعلاميين بشكل مستمر، لتوضيح الإنجازات التي تم تحقيقها بشكل دوري وخلق الوعي الكافي بأهمية الكشف المبكر عن المرض.

رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة أكدت أنه بعد ثلاث سنوات من العمل الجاد تم تحقيق إنجازات كبيرة، وتجهيز البنى التحتية اللازمة لعملية التحكم بالسرطان، وتحليل ودراسة الواقع ورؤية التحديات والصعوبات وطرح الحلول والبدء بتنفيذها.

ونوهت الدكتورة العظمة بدعم رئاسة الجمهورية بكل ما يتعلق بمرض السرطان، مشيرة إلى المراسيم الرئاسية التي صدرت العام الماضي بهدف تشجيع الكوادر على العمل في مجال معالجة مرضى السرطان بجميع المستويات، وتأمين حوافز لهم.

ولفتت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم في السرطان إلى حملات التقصي التي نفذت وشملت ثلاثة أنواع من السرطانات لأول مرة في وقت واحد، مبينة أنه تم الحرص خلال الحملة على الوصول إلى الأرياف، فتم تجهيز أربع وحدات متنقلة على مستوى عال من التجهيزات، مع كوادر مدربة وصلت إلى كل الأرياف، وقامت بنقل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم إلى مراكز العلاج.

أمين سر اللجنة رنده برهوم أشارت إلى أن عدد أجهزة العلاج الإشعاعي في سورية حتى عام 2022 بلغ 5 أجهزة مسرعات خطية، و5 أجهزة “كوبالت”، لافتة إلى أن مرض السرطان في سورية هو ثالث سبب للوفاة حسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة، حيث سجلت حوالي 17599 إصابة جديدة عام 2020، ووفقاً للتقديرات من المتوقع أن يرتفع عبء السرطان في سورية ليصل إلى 38600 حالة في عام 2030.

وحول التحديات التي يواجهها قطاع علاج السرطان في سورية أوضحت برهوم أن مشافي ومراكز علاج الأورام حاليا تعاني من نقص في الأدوية والمواد الطبية، حيث توجد انقطاعات متكررة فيها جراء العقوبات المفروضة على سورية وظروف الحرب خلال السنوات الماضية الأمر الذي ينعكس سلباً على علاج المرضى وزيادة مدة العلاج ومعاناة المريض بشكل أكبر.

من جهته بين المدير العام لمشفى البيروني الجامعي وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتور محمد قادري أهمية الورشة للتعريف بعمل البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان، كونه المظلة الأساسية لتطوير الخدمات المقدمة لمرضى السرطان والإضاءة على التطورات الجديدة التي حصلت في مشفى البيروني، خاصة ضمن مركز التشخيص والعلاج الإشعاعي بمنطقة المزة.

ونوه الدكتور قادري بدور الإعلام لكونه شريكا للجانب الطبي يمكن من خلاله الإضاءة بشكل واضح على البرنامج، والمساعدة في تحقيق أهدافه وإبراز الخدمات المتوافرة للمرضى.

يتلقى العلاج في مركز التشخيص والعلاج الإشعاعي يومياً نحو 160 مريضاً وفق معاون مدير مشفى البيروني الدكتور محمد العواك الذي أشار إلى أن مركز التشخيص والعلاج الإشعاعي يقوم بتقديم كل الخدمات العلاجية الشعاعية مجاناً وبتقنيات حديثة تتميز بدقة عالية تتجاوز الـ 95 بالمئة وبالحماية الكبيرة للنسج السليمة المجاورة للمرض وضمان وصول أكبر جرعات علاجية شعاعية لمنطقة الورم وفق أحدث تقنيات المطابقة والمعايرة اليومية.

وأوضح الدكتور العواك أن المركز بتقنياته الحديثة اختصر على المريض مدة الجلسات لدقائق بسيطة ودور الانتظار أصبح لا يتجاوز الثلاثة أشهر والإجراءات مؤتمتة، ما شكل نقلة نوعية بعلاج الأورام ومواكبة معظم الدول الإقليمية والمجاورة لسورية.

ويسعى البرنامج إلى وضع السياسات وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط الهادفة لخفض معدلات السرطان في سورية، بالتشارك بين القطاعات كافة، وبدعم مختلف الطاقات الاجتماعية الفردية والجماعية لتحقيق أهدافه في تعزيز الشراكات الاستراتيجية والفعالية التشغيلية وإنقاص نسب حدوثه من خلال الوقاية الأولية وضمان تطبيق برامج مسح وكشف مبكر فعالة، وتحسين جودة حياة مرضى السرطان وعائلاتهم من خلال الدعم والتأهيل والعلاج الملطف وتحسين فعالية التحكم بالسرطان.