جاءت المجموعة القصصية الجديدة “اكتمال القمر” للأديب عماد الدين إبراهيم بأسلوب عفوي يعكس الآثار النفسية التي تجلت في أعمال المؤلف من أوجاع خلفتها الظروف التي يعيشها المجتمع في ظل المؤامرات، وما جاء بعدها من إرهاب وقهر.
مجموعة قصص إبراهيم بعيدة عن التكلف وبتركيب سهل ممتنع، يتوافر فيها الحدث الملتزم بتوازن الموضوع وحركته بشكل متصاعد إلى النهاية المؤثرة، كما في قصة الوشم.
وتحتوي المجموعة غالباً ذكريات ألفها الأديب إبراهيم أو سمعها من أصحابه أو مرت أمامه فتداعت في مواضيع القصص، وبدأ بعضها فيها ليترك المتلقي متأثراً منذ انطلاق حركة الشخوص كما في قصة قيامة.
ويرى الأديب إبراهيم بعد معرفته بكثير من تداعيات الواقع أن كل شيء قد تغير وترك حسرة جارحة في نفوس الأشخاص والمجتمع، إضافة إلى التغيير الذي انتاب الأماكن المألوفة التي كان يرتادها الأصحاب والأصدقاء ويتبادلون فيها الفرح والهم كمقهى الحجاز ملتقى الأحبة، كما في قصة اكتمال القمر ليلة الحجاز.
وفي قصة بانتظار الغاز في المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتب يلامس إبراهيم الواقع ويطرح القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع وأسبابها، ويترك القارئ في لهفة للمتابعة دون أن يتخلى عن بنيات القصة الفنية وعاطفته التي دفعته للكتابة.
ويسلط الأديب إبراهيم في قصته البرقية على بعض حالات الفساد التي تربى عليها شخوص يمثلون أنفسهم لكنهم يشكلون حالات مربكة في حركة الثقافة والمجتمع، ولا بد من السعي لتغييرها، وهي من أكثر القصص تشويقاً في المجموعة.
المجموعة تقع في 94 صفحة من القطع المتوسط، ولمؤلفها عدد من الكتب.. في القصة تجليات شهرزاد وتداعيات الذاكرة المطرية، وله العديد من المؤلفات في الدراما، وشغل العديد من المواقع الإدارية، منها رئيس دائرة التمثيليات في إذاعة دمشق، والآن مدير القناة الفضائية السورية، وله مجموعة شعرية بعنوان المتوحد راعي الرياح.