“هواجس نسائية” رواية جديدة للأديبة فرات ياسين خضور ترصد دور المرأة المخلصة خلال فترة الحرب على الوطن، وما خلفه الإرهاب من ويلات وجرائم لم تستسلم لها المرأة.
وفي الرواية تركت المرأة كل ما تقدمه الغربة من مغريات، ومن تقدير لعملها وآثرت أن تعود إلى دمشق التي تراها من أجمل بلدان العالم مهما كانت الحياة فيها صعبة، ومهما كان الظرف قاسياً.
ومن خلال أبطال الرواية سنا عبد الحميد وزياد وأمجد وساندرا وليزا وغيرهم تكشف الكاتبة ما فعله المجرمون من خطف وتفجير وإرهاب، وما تركته تلك الظواهر في النفوس، وبقاء المرأة مصممة على المحبة والتمسك بالوطن مهما كانت الأسباب.
وفي جماليات البيئة الريفية في سرد خضور سلطت الضوء على عادات وتقاليد كثيرة وعلى أخطار الهجرة التي يسعى إليها المتآمرون، وضرورة بقاء جماليات وعادات سورية في الذاكرة كونها من أسس الانتماء.
وبينت الروائية خضور في روايتها أهمية التمسك بالانتماء وبتراب الوطن وعدم تركه لأي ظرف، مجسدة ذلك بقرار ساندرا واحدة من بطلات الرواية بشراء قبر جانب قبر أبيها الذي تعتبره كل شيء في تاريخها وحياتها.
وأوضحت الرواية ما قدمه الأبطال من خسارات في الأرواح والجسد، وما عانوه من خطف وتشرد وتجلى ذلك في شخصية الضابط محمد الذي جاء ذكره بأسلوب عاطفي وفني، معتبرة أن ما حصل خديعة كبرى لا تنسى.
وتهتم خضور بتداعي الذكريات وربط الماضي بالحاضر والتحريض على الدفاع عن الوطن مهما كان الثمن غاليا، بعدما جعلت شخصيات الرواية كلها فاعلة في دور البطولة وجميع الأحداث مرتبطة بمحور واحد هو اللهفة والتمسك بالوطن.
كما جاءت الرواية لتعبر عن أهمية الشهادة وعشق الوطن وما فيه من جمال لا يتكرر.
وبرغم وجود شخصيات عابرة في الرواية تمكنت خضور أن تجعلها أبطالاً، وهذا ما حصل في شخصية المهندس الذي ضحى بعمره.
الرواية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، والتي تقع في 160 صفحة من القطع المتوسط تميزت بقوة التعبير وحركة الحدث بشكل متصاعد وسيطرته على ما في الرواية حتى النهاية.