ما هو تأثير الربو على الحمل وعوامل خطورته وأعراضه؟

يعتبر الربو حالة خطرة لكل من الأم الحامل والجنين يجب السيطرة عليه من قبل أطباء التوليد منذ بداية الحمل، نظراً لإمكانية تغير حالة الربو خلال هذه الفترة.

والربو هو حالة تضيق فيها المسالك الهوائية وتتورم وتفرز المخاط، ما يؤدي إلى صعوبة التنفس والسعال وفق اختصاصية أمراض الصدر ورئيس الشعبة الصدرية في مشفى دمشق ريمة إبراهيم، مشيرة إلى أن الربو حالة مرضية يتعذر علاجها لكن يمكن السيطرة على أعراضها، ومن الضروري تتبع حالة المريضة الحامل مع الطبيب باستمرار لمراقبة العلامات والأعراض، وتعديل العلاج وفق الحاجة لأن الربو يتغير مع مرور الوقت.

وبينت إبراهيم أن الربو هو أكثر الحالات الطبية شيوعاً خلال فترة الحمل حيث تتراوح نسبة الشيوع بين (3 و 8) بالمئة من النساء الحوامل، لافتة إلى أن حالة ثلث النساء المصابات بالربو تلقى تحسنا في الأعراض خلال فترة الحمل، بينما يعاني ثلثهن الثاني من أعراض أسوأ، أما الثلث الأخير فتبقى الأعراض لديهن نفسها دون تغير.

وأشارت إبراهيم إلى أن الربو أثناء الحمل قادر على إحداث الكثير من الاضطرابات لدى الأم، وخاصة إذا كانت الهجمة حادة، وهي تحدث بين (20 و30) بالمئة من النساء الحوامل اللواتي يعانين من الربو، وتشمل عوامل الخطر لهذه الحالة السمنة وزيادة الوزن في الثلث الأول من فترة الحمل، مبينة أن شدة الربو تزداد في الثلث المتوسط من فترة الحمل وأثناء الولادة وفي فترة النفاس التي تلي الولادة، وفي الإرجاع المعدي المريئي والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الأنف التحسسي.

وعن مخاطر تفاقم الربو عند الحامل لفتت إبراهيم إلى أنه قد يسبب زيادة معدل وفيات حديثي الولادة، وخطر الإجهاض العفوي، ونزيف المهبل، إضافة إلى زيادة معدل وفيات الأطفال الرضع، وحدوث الولادة المبكرة، واضطرابات ضغط الدم، وانخفاض وزن الجنين.

وأوضحت إبراهيم أن أساسيات معالجة الربو عند الحوامل مشابهة عند غير الحامل، فبالنسبة للمرضى الذين يعانون من الربو الخفيف المستمر أو الأشد خطورة فإن استخدام الستيرويدات الانشاقية يقلل من تفاقم الحالة خلال فترة الحمل، أما المرضى الذين الربو لديهم مضبوط بشكل جيد باستخدام العلاج الطبي المناسب قبل الحمل يمكنهم الاستمرار في استخدام نفس العلاج إذا استمر التحكم الجيد في الحالة خلال فترة الحمل.

وقالت إبراهيم: “فوائد الستيرويدات القشرية الفموية في منع هجمة الربو الذي يمكن أن يؤدي إلى تهديد الحياة تفوق أي مخاطر على الأم أو الجنين، ويمكن إعطاء الستيرويدات عن طريق الفم أو الحقن العضلية أو الوريدية، ومن الأمثلة على الستيرويدات.. الميثيل بريدنيزولون بجرعة (60- 125) ملغ كل 6 إلى 12 ساعة، والديكساميثازون وهيدروكورتيزون والبريدنيزون”.

وأشارت إبراهيم إلى أنه في حالة عدم استجابة المرضى للعلاجات المذكورة أعلاه يجب النظر في العلاجات المساعدة كسلفات المغنزيوم الوريدية 2 غرام تسريب على مدى 20 دقيقة بشرط عدم وجود قصور كلوي.