في عيد المقاومة والتحرير.. التمسك بخيار المقاومة أبقى وأصلب في وجه الاحتلال الإسرائيلي

يحيي لبنان ومقاومته الوطنية اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير، حيث اندحر العدو الإسرائيلي في الـ 25 من أيار من عام 2000 عن غالبية الأراضي اللبنانية المحتلة تحت جنح الظلام، بعد تضحيات جسام سطرها الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية في مواجهة المحتل.

وفي هذا اليوم نستذكر البطولات التي سطرها رجال المقاومة، ففي الخامس والعشرين من أيار عام 2000 استطاعت المقاومة الوطنية والشعب اللبناني وبعد سنوات من الصمود والنضال دحر الاحتلال الإسرائيلي، الذي قام بسحب قواته الغازية تحت جنح الظلام وأخلى مواقعه من عشرات القرى والبلدات في الجنوب، وسط حالة من التخبط بين صفوف جنوده وضباطه ليغادر تلك القرى مهزوماً.

وقبيل يوم الانتصار والتحرير قام أهالي الجنوب اللبناني في الحادي والعشرين من أيار بتشكيل سلاسل بشرية مدعومة من قبل المقاومة اللبنانية لتحرير القرى الجنوبية المحتلة، ولم تمنعهم الاعتداءات والقصف العنيف الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من التقدم، لتبدأ مسيرة التحرير من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة، لتنضم بعدها قرى الطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت وحولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين وغيرها.

وفي اليوم التالي طال التحرير بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة، بينما اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى مع هزيمة الاحتلال وعملائه هناك، وفي الـ 24 من أيار تقدم الأهالي والمقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها لتندحر عنها أيضاً قوات الاحتلال.

كتلة الوفاء للمقاومة اللبنانية أكدت في بيان لها بهذه المناسبة أن تحرير معظم الجنوب اللبناني من العدو الإسرائيلي هو عيد وطني وقومي صنعته مقاومة نموذجية التزمها الشعب اللبناني خياراً استراتيجياً وعملياً وبديلاً عن خيارات أخرى عقيمة، مشيرة إلى أن هذا اليوم يشكل مفترقاً نوعياً حاسماً بين حالة الوهن والاكتئاب والتسليم للأمر الواقع وبين حالة النهوض والتحرر واستشعار الثقة بالنفس والقدرة على النصر والإنجاز ورفض الإذعان.

وكانت المقاومة الوطنية اللبنانية بدأت مبكراً الاحتفال بهذه الذكرى من خلال المناورة العسكرية التي أجرتها مؤخراً في موقع “كسارة العروش” في بلدة عرمتى جنوب لبنان، حيث أخذت المناورة صداها لتؤكد مجدداً على جهوزية المقاومة وقدراتها المتراكمة في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل ضد لبنان وشعبه.

انتصار الخامس والعشرين من أيار وما تركه من تداعيات استراتيجية وتاريخية يؤكد مجدداً ضرورة التمسك بنهج المقاومة لتحقيق وحماية النصر، ويثبت أن إرادة الشعوب المقاومة قادرة على الانتصار مهما بلغت غطرسة العدو.