رحيل مجدد التراث الموسيقي العربي حسين نازك عن عمر ناهز الـ 81 عاماً

غيب الموت ظهر اليوم الموسيقار حسين نازك عن عمر ناهز الـ 81 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة بالتأليف والألحان والمقطوعات الموسيقية الملتزمة بالوطن والإنسان على المستوى المحلي والعربي، والذي يعد واحدا من أبرز من اهتم بالتراث الفلسطيني والسوري وجدد فيهما.

ونعت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين والوسط الثقافي والموسيقي الموسيقار نازك الذي ولد في مدينة القدس المحتلة عام 1942، وبعد وقوع المدينة تحت براثن الاحتلال الصهيوني تنقل إلى عدة أماكن قبل أن يستقر في دمشق منذ عام 1969، وبدأ مشواره الطويل في التأليف والتلحين والتوزيع عازفاً على مختلف الآلات في عدة فرق موسيقية غربية وشرقية، وشارك بتأسيس فرقة جوالة، وعندما انتقل إلى سورية عمل في الإذاعة والتلفزيون السوريين مشاركا في برامجهما المتنوعة عازفاً ومؤلفاً ومعتمداً على حافطته الموسيقية وذاكرة العديد من الفلسطينيين المعمرين في دمشق.

وسعى نازك بجدية إلى نشر التراث الفلسطيني فأسس وأسهم بتأسيس العديد من الفرق الفنية في التجمعات الفلسطينية في سورية، وأهمها فرقة العاشقين فضلاً عن إطلاقه مشروع إحياء التراث الفلسطيني.

وشدت ألحانه نخبة من أهم الفنانين السوريين أمثال صباح فخري ومصطفى نصري وسمير حلمي ونعيم حمدي.

ومن مآثر نازك على الحراك الموسيقي في سورية تأسيسه فرقة زنوبيا القومية الحديثة، حيث ألف ووزع موسيقا أعمالها المسرحية وأشرف على تنفيذها، ومن الأعمال الفنية التي قدمها معها “أوبريتات قائد وأمة وسهرية في ساحة تشرين ومغناة الشهادة والشهداء”.

والتزم الموسيقار حسين نازك منذ بداية مشواره الفني بقضايا الوطن والإنسان فعبر عنها من خلال أعمال موسيقية وغنائية تنتمي للوطن والمقاومة والتراث من خلال فرقتي العاشقين وزنوبيا وغيرهما، كما كان للطفل نصيب كبير من نتاجه الموسيقي المميز من خلال تأليفه موسيقا مسلسل الأطفال الشهير “افتح يا سمسم” في جزئه الأول والثاني وعودته إليه في الجزء الخامس ،إضافة إلى العديد من برامج الأطفال.

كما تركت ألحانه وبصمته الموسيقية على الكثير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية إلى جانب موسيقا وألحان حفلات الافتتاح لأربع دورات رياضية كبرى، منها الدورة العربية الخامسة 1976، ولوحة من حفل افتتاح دورة المتوسط 1987، وألف موسيقا لعشرين مسرحية للمسرح القومي السوري والوطني الفلسطيني وفرق أخرى، وموسيقا لـ 85 فيلماً روائياً وتسجيليا.

وكان الراحل يعبر دائما عن تفاؤله بمستقبل الأغنية والموسيقا في سورية والأغنية الوطنية والمقاومة، باعتبار أن ما يعيش في ذاكرة الإنسان هو العمل الموسيقي والغنائي الذي يلامس وجدانه ويدخل إلى عقله وروحه، والقادر وحده على الانتقال من جيل إلى جيل، على حد قوله.

ونال نازك عدة جوائز عن أعماله الموسيقية منها الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني بلاد العرب أوطاني، وجائزة أفضل استخدام موسيقي للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980 وجائزتان ذهبيتان من اليابان لأفضل عرض موسيقي ياباني ، إضافة إلى تكريمه ضمن أيام الثقافة السورية عام 2020.