أكد عدد من الخبراء الروس المختصين بالقضايا العربية والإسلامية خلال طاولة مستديرة عقدتها وكالة نوفوستي الروسية اليوم أهمية استئناف مشاركة سورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.
وأكد نائب رئيس مجلس رابطة الدبلوماسيين الروس السفير أندريه باكلانوف خلال افتتاح أعمال الطاولة أن استئناف مشاركة سورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية يشكل أحد العناصر الرئيسية في مقاومة المد الرجعي في المنطقة وفق وجهة نظر الجانب الروسي، مشيراً إلى ثبات الموقف الروسي ومبدئيته تجاه محاربة الإرهاب الدولي في سورية منذ اندلاع الأزمة فيها وحتى اليوم.
وقال باكلانوف: “إن هذه العودة تدل أيضاً على أن الغالبية أحياناً لا تكون على حق في حين يمكن للأقلية أن تكون على صواب، كما انفردت سورية بمحاربة الإرهاب”، لافتاً إلى الشجاعة التي تحلت بها سورية شعباً وقيادة في التمسك بموقف مبدئي ثابت والدبلوماسية المرنة التي اتبعتها وفق تطور الأحداث والتفاعل مع منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وأشار باكلانوف إلى أن الكثير من القرارات الأممية بشأن سورية باتت غير مجدية وعقيمة بالتقادم ولكن من الصعب تغييرها، لذا يجب على روسيا الاعتماد على التقييمات الموضوعية للتطورات الإقليمية والدولية حول سورية وبالتعاون مع دول المنطقة، مؤكداً أن الموقف الروسي على المسار السوري أثبت صحته وجدارته.
ولفت باكلانوف إلى أن موقف الرئيس بشار الأسد الثابت ينطلق من مصلحة وطنه وشعبه، معتبراً أن عودة سورية إلى الصف العربي انتصار للتعاون الروسي السوري على الجبهة الدبلوماسية، وأن هذه العودة ستسهم في حل القضايا الاقتصادية بسورية وفي عودة المهجرين إلى ديارهم.
بدوره اعتبر الباحث العلمي الأقدم في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إيغور ماتفييف أن جامعة الدول العربية عادت إلى سورية وليس العكس، وقال: “إن الدبلوماسية السورية أكدت للمجتمع العربي دائماً ضرورة عودة الأراضي السورية بأكملها إلى السيادة السورية وإلى ضرورة فتح حوارعربي شامل دون تدخل خارجي حول الشأن السوري”.
وبين أن كل الاتهامات ضد سورية تبدو فاشلة أمام الواقع الموضوعي الذي ظهر أخيراً للجميع في الإعلام العربي والغربي أيضاً بمساعدة حلفاء وأصدقاء سورية وبعض الدول العربية.
من جانبه اعتبر الباحث الأقدم في مركز بريماكوف لدراسات الشرق الأوسط بمعهد العلاقات الاقتصادية العالمية والعلاقات الدولية نيكولاي سوركوف أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية جاءت نتيجة الحاجة العربية لحل القضايا المستعصية في المنطقة العربية وغيرها والتي لا يمكن تجاوزها دون مشاركة سورية.
واعتبر سوركوف أن العقوبات الغربية تزيد من مصاعب حل القضايا الاقتصادية في سورية لذا لا بد من إزالة هذه العقوبات بموقف عربي موحد، مؤكداً أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية تعتبر انتصاراً للدبلوماسية السورية ويجب أن يتمم ذلك بحل المعاناة الاقتصادية في سورية.