بعد 87 يوماً من الإضراب… الأسير الفلسطيني خضر عدنان شهيداً والمقاومة تؤكد أن الجريمة لن تمر دون رد

منذ لحظة اعتقاله في الخامس من شباط الماضي خاض الأسير الفلسطيني خضر عدنان إضراباً عن الطعام، رفضاً لاعتقاله ولجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومع تدهور صحته الشديد واصل معركة الأمعاء الخاوية لنيل حريته ورغم المناشدات الفلسطينية الواسعة للمجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذه، استمر الاحتلال بتعنته ليرتقي عدنان فجر اليوم شهيداً مكبلاً بقيوده في معتقل الرملة، وليبقى شاهداً على جرائم الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين من تعذيب وتنكيل وإهمال طبي وقتل بطيء متعمد.رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أكد أن الاحتلال نفذ جريمة اغتيال متعمدة بحق الأسير عدنان برفض الإفراج عنه وإهماله طبياً وإبقائه في الزنزانة رغم خطورة وضعه الصحي، مطالباً المؤسسات الحقوقية الدولية بإدانة هذه الجريمة وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.بدورها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية لجنة التحقيق الدولية الأممية بالتحقيق في ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة، باعتبارها جزءاً مما يتعرض له الأسرى الأبطال من تنكيل واختطاف وقمع وسلب لحقوقهم وحريتهم، مشيرة إلى أنها سترفع ملف هذه الجريمة للمحكمة الجنائية الدولية.مؤسسات الأسرى الفلسطينية أكدت أن عدنان تعرض لعملية اغتيال ممنهجة مع سبق الإصرار والترصد من قبل سلطات الاحتلال، وذلك بتركه في زنازينها في وضع صحي صعب دون أي متابعة طبية ليواجه مصير الموت، مبينة أن الوزير في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير بدأ يطبق سياسة إعدام الأسرى بشكل فعلي داخل المعتقلات، وأن ما حصل مع عدنان بداية لهذه السياسة الوحشية التي تشكل انتهاكاً لجميع المواثيق والقوانين الدولية والتي يجب على المجتمع الدولي التحرك سريعاً لوقفها.

وطالبت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين بتشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة للوقوف على ظروف استشهاد الأسير عدنان، مؤكدة أن منع الاحتلال الزيارة عنه كان مقدمة لقتله، كما طالبت بالضغط على سلطات الاحتلال لتسليم جثمان الشهيد لتشييعه بشكل يليق بتاريخه النضالي الحافل بالبطولات.رندة موسى زوجة الشهيد خضر عدنان، قالت: إن زوجها نال أقصى ما يتمنى عندما ارتقى شهيداً، وتابعت خلال مؤتمر صحفي أمام منزله: “اليوم نزف لكم خبر الاستشهاد.. هو فخرنا واعتزازنا رغم أننا كنا نود أن يعود لنا منتصراً”، مشيرة إلى أن العائلة لن تفتح بيت عزاء وإنما ستستقبل المهنئين بالشهادة.وعقب استشهاد عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي سادت حالة الغليان في صفوف الأسرى بمعتقلات الاحتلال، فاقتحمت قواته أقسامها واعتدت على الأسرى وأطلقت قنابل الغاز السام عليهم في محاولة لقمعهم، فيما أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة حالة الحداد العام داخل المعتقلات، مطالبة فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على هذه الجريمة البشعة.وتنديداً بجريمة الاحتلال، أعلنت القوى الوطنية الفلسطينية الإضراب الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، ودعت للخروج في مظاهرات حاشدة تأكيداً على الوفاء لدم الشهيد عدنان وكل الشهداء ومواصلة طريق المقاومة حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق.بدورها شددت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن جريمة الاحتلال باغتيال عدنان لن تمر دون رد، وهو ما جاء سريعاً في عملية بطولية نفذتها كتائب شهداء الأقصى قرب مستوطنة مقامة على أراضي قرية شوفة الجنوبية شرق مدينة طولكرم بالضفة الغربية، أسفرت عن إصابة مستوطن، كما أطلقت المقاومة رشقات من الصواريخ باتجاه مستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة المحاصر.

حركة الجهاد الإسلامي نعت الشهيد مشددة على أن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه بحق الفلسطينيين، وقالت في بيان: “في مسيرتنا الطويلة نحو القدس سنفقد الكثير من الرجال الشجعان والكثير من القادة والمقاتلين، والقائد خضر عدنان كان واحداً من الذين فتحوا طريقاً عريضاً لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم”، مضيفة: إنه ارتقى شهيداً في جريمة ارتكبها العدو على مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء.من جانبها أكدت حركة فتح أن استشهاد عدنان جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد بعد خوضه إضراباً مفتوحاً عن الطعام يكشف حقيقة الاحتلال الذي يمارس أعتى أساليب الإرهاب والقمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني وأسراه، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة الأسرى في معتقلاته.من جهتها لفتت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن هذه الجريمة هي عملية اغتيال ممنهجة لمناضل كان من أبرز الأسرى الأبطال الذين فجروا معارك الإضراب عن الطعام رفضاً للاعتقال، مطالبة المجتمع الدولي بوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى.وبينت حركة حماس أن الاحتلال سيدفع ثمن جريمة اغتيال الشهيد عدنان، لافتة إلى أن هذه الجريمة تضاف لسجل إرهاب الاحتلال بحق الأسرى الأبطال وبحق الشعب الفلسطيني الذي سيصعد بكل الوسائل والأدوات كل أشكال المقاومة والتصدي للاحتلال.وباستشهاد الأسير خضر عدنان يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 237 شهيداً كتبوا بأحرف من نور قصص بطولة تتناقلها الأجيال بمواجهة الاحتلال وتحملها مشعلاً يضيء طريق المقاومة حتى تحرير كامل الأرض من الاحتلال الإسرائيلي.

سانا