القرار الجريء الذي ننتظره من القمة العربية ..!


يونس خلف
على الرغم من كل المؤشرات والدلائل التي سبقت القمة العربية والتي تبين بوضوح أن كل أشكال الحراك السياسي العربي هو الناتج النهائي الطبيعي لصمود الشعب السوري وانتصار سورية على الإرهاب وإسقاط المؤامرة التي كانت تستهدف السيادة والهوية . رغم ذلك ثمة جوقة من العاملين في الحقل الإعلامي اللبناني تغرد خارج السرب وتركت كل شيء وتفرغت لموضوع مشاركة سورية ومشاركة السيد الرئيس بشار الأسد في هذه القمة ولا تستطيع هذه الجوقة كعادتها أن تخرج من دائرة الشكليات والحسابات الضيقة .
وبعيداً عن هذه المحاولات اليائسة للتضليل والفبركة فإن النظر إلى استئناف مشاركة سورية في الجامعة العربية أبعد بكثير من الجدل حول هل عادت سورية إلى الجامعة أم أن العرب هم الذين عادوا إلى سورية .
أي عاقل تابع وقائع الحرب على سورية يعرف أن بعض الأنظمة العربية كانت السبّاقة بفرض عقوبات على سورية بإملاءات أمريكية .. ويعرف أن قطر هي أول من طالبت بتعليق مشاركة سورية من الجامعة العربية وبفرض العقوبات عليها وقادت حملة إعلامية للوصول إلى قرار مماثل من الأمم المتحدة .
جامعة الدول العربية أنشأها العرب لتكون البيت الصغير الذي يجمعهم ويوحّدهم أمام الأخطار والتحديات الكبرى وليس لتكون جسراً تعبر وتمر من فوقه كل المشاريع التي تسعى إلى تقسيم الأمة العربية وإثارة نعرات الفتنة الطائفية والأزمات الإقليمية بين أبنائها أو أن تغطي وتمنح الشرعية للناتو ودوائر القرار الأوروبي الأمريكي لترسم الخارطة العربية الجديدة .
وفي كل الأحوال اليوم تتجه الأنظار إلى القمة العربية والمأمول هو قرارات جريئة تلبي طموحات البلاد والعباد في الوطن العربي والقرار الجريء الأول يجب أن يلغي العقوبات الإقتصادية ويرفض تنفيذ العقوبات الأمريكية على سورية والتخلص من الإملاءات الاميركية التي تستهدف سيادة الدول ونهب ثرواتها وأدخلت المنطقة في صراعات ، والمهم في نهاية الأمر هو استعادة مقومات الامن القومي العربي .