الآليات والإجراءات والتدابير الواجب اتباعها من قبل المرشدين الاجتماعيين للحد من ظاهرة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأهم أشكال العنف وأنواعه، كانت محور ورشة العمل التي نفذتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان للمرشدين الاجتماعيين في مديرية تربية طرطوس التي أقيمت في فندق رويال إن بالمدينة.
الورشة التي شارك فيها 25 مرشداً ومرشدة قدمت خلالها الدكتورة سهام الخاطر عضو مجلس إدارة الهيئة الجانب النظري للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وأشكال وأنواع العنف الذي لا يقتصر على الأطفال، بالإضافة إلى الإجراءات والآليات والتقنيات الواجب اتباعها للحد من هذه الظاهرة.
وأشارت الخاطر في تصريح خاص لمراسلة سانا إلى أن الهدف من الورشة التي أقامتها الهيئة بعدد من المحافظات تزويد المرشدين بكل المعلومات والظواهر المتعلقة بأشكال العنف، وكيفية مواجهته والتعامل معه بأساليب مفيدة، ورصد حالاته ومتابعتها بالطرق السليمة، لافتة إلى أن العنف القائم على الأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة يرتبط بالثقافة والبيئة المحلية السائدة في كل مجتمع، حيث تحدثت عن أشكال العنف النفسي والاقتصادي والجسدي والحرمان من التعلم والميراث والعنف المدرسي الذي هو محور الورشة اليوم.
ونوهت الخاطر بالجانب العملي للورشة الذي جرت خلاله إقامة مجموعات من المتدربين عرضوا فيها آراءهم وطروحاتهم بمعالجة هذه الظاهرة، وتقديم بعضهم لتجاربهم الشخصية بهذا الخصوص، لافتةً إلى تزويدهم بالمبادئ التوجيهية العامة الخاصة بكيفية عملهم ضمن المدارس، ومنها الحفاظ على السرية وحماية كرامة الطفل وضمان سلامته وإشراكه بالحلول وتعزيز مصلحته.
بدورها مديرة القضايا الأسرية في الهيئة رنا خليفاوي قدمت تعريفاً بالهيئة ووحدة حماية الأسرة المحدثة فيها منذ عام 2017، التي تعنى بتقديم الحماية الطبية القانونية النفسية الاجتماعية والتعليمية الكاملة للمعنفين من الأطفال والنساء عبر استضافتهم في مركزها بدمشق، الذي يستقبل الحالات من كل المحافظات لمدة ستة أشهر، لتصبح بعد خروجها من هذه الوحدة مواطناً سليماً سوياً قادراً على حماية نفسه ورعايتها كما يجب.
ورأت موجهة الاختصاص للإرشاد النفسي بمديرية التربية سناء سليمان أن التشبيك مع مختلف الجهات شيء أساسي يصب في خدمة العمل عبر توضيح آلية عمل كل منها، واعتبرت لقاء اليوم حلقة تواصل مكنت المرشدين من معرفة أشكال العنف للتمييز بينها للتعامل مع كل منها حسب نوعه.
ولفتت سليمان إلى أن حالات العنف بالمدارس تبقى في إطار الحالات الفردية العرضية الطارئة، وتحدث بشكل محدود ويمكن معالجتها مباشرة، في حين أن العنف لا يمكن اعتباره بالظاهرة الواسعة الانتشار، لذلك فمدارسنا ومجتمعاتنا تبقى آمنة كون العنف الحاصل هو سلوكيات فردية تحدث نتيجة سبب ما.
كما اعتبر المرشد شادي واصل أن الورشة قيمة وقدمت للمشاركين معلومات مهمة نوعية عن أشكال وأنواع العنف وطرق مواجهته ومعالجته بشكل مهني، مع التعريف بوحدة حماية الأسرة والخدمات التي تقدمها والحالات التي تستوجب التوجيه إليها، على نحو يسهم بالحد والتقليل قدر الإمكان من حالات العنف للوصول إلى مجتمعٍ سليم معافى.