(الأرض).. معرض لفن الخزف بغالوري زوايا

استبدل خمسة فنانين تشكيليين شباب اللوحة القماشية ثنائية البعد بقطع من الصلصال المشوي “الخزف” ليكون جوهر معرض “الأرض” الذي يظهر خمسة منظورات مختلفة لأعمالهم.

وتضمن المعرض الذي أقيم بغالوري زوايا بدمشق 64 عملاً من الحجم الصغير لكل من الفنانين “شانتال كبابة وبتول خوندة ومهند السريع ورنيم اللحام وحسن الماغوط”، بعضها أطباق دائرية والبعض الآخر لويحات من “الخزف” ذات أشكال عشوائية يتخللها استخدام الأكاسيد المعدنية، في حين منظور اللوحات التي عكست الأسلوب الخاص لكل فنان فتمثلت ب “اللون، والدمار، والعود على بدء، والأثر، والانتماء”.

أما اختيار الخزف كخامة عمل أساسية للمعرض الذي جاء نتيجة ورشة عمل فنية فجاء بعد بحث استمر لعدة أشهر وتجارب مختلفة لأهمية الخزف التاريخية والفنية والتنوع التقني الذي تسمح به إذ إنها تعطي الفنان أكثر مما يعطيها، حسب تعبير الفنانين المشاركين.

وأوضحت الفنانة كبابة في تصريح لـ سانا أن هذا المشروع كان حلم مجموعة أصدقاء منذ عام تقريباً لخلق عمل فني مميز وخاص بينهم يعكس موضوع الأرض الذي يجمعهم، وفيما يخص الجزء الذي عملت عليه أوضحت أنها حاولت نقل فكرة الأثر الذي تتركه الأرض على الإنسان، والأثر الذي يتركه الإنسان فيها، من خلال لوحات فنية بطريقة التجريد التي ترى بها اللون.

وأشارت إلى أن هدف المعرض تقديم فكر وطرح جديد لمادة الخزف بطريقة خاصة تحت موضوع الأرض من خلال دمج الأفكار والمواد وحتى في طريقة عرض الأعمال.

من جهتها شرحت الدكتورة بتول خوندة موضوع “عود على بدء” الذي اختارته وعبرت عنه بكتل نحتية مستوحاة من النحت العضوي من الكائنات البحرية، مستخدمة تقنيات متنوعة كالتلوين على البارد والإكريليك والزيتي والتلوين بألوان الأكاسيد.

وعن الخزف قالت: “كانت إعادة العمل بهذه المادة حلم نحاول تحقيقه في بلد كان الخزف أساساً لها منذ الحضارات القديمة”، مؤكدة أن هذه التجربة بداية لإظهار الخزف بطريقة عصرية”.

وتحدث الفنان السريع عن تجربته التي غلب عليها اللون الرمادي الذي عبّر من خلاله عما حل بالأرض من دمار في بلادنا خاصة بعد الحرب والزلزال، مبيناً أنه حاول إظهار الجمال المختبئ بين طيات الدمار، إضافة إلى الألوان التي تعطي الأمل للون الرمادي.

أما الفنانة اللحام فحاولت أن تجد الأجزاء الجميلة وتصورها بلوحات مائية أطلقت عليها اسم بقع الجمال التي لم تسلم من الألم، وعبرت عن ذلك إما بلون صارخ أو أسلوب معين في اللوحة للدلالة على هذا الألم.

وبأسلوب مختلف نظر الفنان الماغوط إلى الأرض موضحاً أنه يراها اللون الذي يعطي الروح للشكل والحجم والمسطحات وغيرها من الموجودات على الأرض، مشيراً إلى أنه استخدم تقنية الإكريليك ولم يعتمد في أعماله على ألوان محددة للتعبير عن الموضوع.

من جهته الفنان التشكيلي القدير مصطفى علي أشاد بعمل الفنانين وأكد أهمية أعمال الشباب وتجاربهم الجديدة، في حين بينت رولا سليمان مديرة غاليري زوايا أن ورشة العمل التي سبقت المعرض كانت مميزة، كون نتاجها الفني نابعا من قيم فكرية تعكس تطويع مادة الخزف لنراها بطريقة مختلفة.