اقتصادنا ومواجهةالمستقبل ؟!

أ.د: حيان أحمد سلمان .

استقبلت سورية شعبا وقيادة وقائدا الرئيس الإيراني السيد (إبراهيم رئيسي ) وبناء على دعوة كريمة من السيد الرئيس ( بشار الأسد) بما يليق بحضارة البلدين وعلاقاتهما القلبية والمبدئية كما صرح السيدان الرئيسان ، وتأتي الزيارة لتساهم في دفع العلاقات بينهما إلى الامام وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الإرهاب والتصدي للعقوبات الجائرة المفروضة ظلما وعدوانا وبشكل يخالف الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وهما من طرف واحد من قبل الدول الاستعمارية التي تحاول ان تعود إلى وسائلها الاستعمارية لكن بطرق حديثة كما أكد السيد الرئيس ( بشار الأسد ) ،وسورية بعد اكثر من /12/ سنة من الحرب عليها ونهب مواردها وتدمير مؤسساتها من قبل الاعمال الإرهابية والإرهاب الاقتصادي، سورية  تستقبل رئيس دولة إقليمية فاعلة على رأس  وفد اقتصادي كبير يضم [وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير النفط ووزير الطرق والتنمية العمرانية ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس مكتب الرئاسة وممثل عن مجلس الشورى]، وهذا يساعد في فتح عهد اقتصادي جديد ينعكس إيجابا على البلدين والشعبين ويعزز موقفهما داخليا وإقليميا ودوليا ، فهل سيكون مابعد الزيارة كما ليس قبلها رغم الخطوات والمواقف الإيرانية الكبيرة الداعمة لسورية ، وهل ترقى العلاقة الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية ؟، وخاصة ان القائدين الكبيرين ركزا على الجانب الاقتصادي ، فقد قال السيد الرئيس ( بشار الأسد ) حيث قال [ كان هناك حيز هام للعلاقات الاقتصادية ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها، والمشاريع التي تمت مناقشتها، وهي كثيرة وعديدة ستعطي دفعاً كبيراً لهذه العلاقات عبر تطوير آليات ترفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين، وتخفف من آثار العقـوبات المفروضة علينا مستفيدين من تغير الخارطة الاقتصادية للعالم وانتقال التوازن تدريجياً باتجاه الشرق والذي من شأنه أن يحرر الاقتصادات الدولية من هيمنة الغرب ويفقد الحصار مفاعيله تدريجياً] .وأكد السيد الرئيس الإيراني ذلك بقوله [بحثنا تطوير العلاقات في كافة المجالات، ونحن عازمون على تطوير العلاقات بيننا وبين دول المنطقة، كما أن كافة مذكرات التفاهم وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية يمكن أن تصب في مصلحة البلدين وفي توسيع العلاقات بينهما] .إذا الرؤية والإرادة السياسية واضحة وشفافة في ضرورة دعم سورية اقتصاديا وعودة العجلة الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة والبدء بإعادة الاعمار والبناء وزيادة حجم التبادل التجاري ومعدل الاستثمار وبما يدعم محور المقاومة في مواجهة كل النوايا الشيطانية الامريكية والاطلسية والصهيونية وغيرها وعودة الأرض السورية وطرد القوى الاحتلالية واستغلال الثروات السورية وتحقيق التكامل بين الاقتصاد السوري والإيراني مع الدول الأخرى وخاصة الصديقة بما يدعم مواجهة القطبية الأحادية والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب ، ويساهم في هذا انضمام ايران إلى ( منظمة شنغهاي ) وقريبا إلى مجموعة ( البر يكس ) وهذا هو توجه القيادة السورية أيضا ، فالخارطة الاقتصادية بعد الزيارة أصبحت واضحة وتكمل بل تضيف إلى الاتفاقيات السابقة بعدا استراتيجيا ولا سيما بعد توقيع /15/ اتفاقية في أهم القطاعات الحيوية ومنها [  النفط والغاز والكهرباء والصناعة والمناطق الحرة والزراعة والمالية والسياحة والنقل السككي والاعلام والمتاحف والاثار والبحث العلمي والمشاريع الصغيرة والمتوسطة   ] وغيرها ،  وهنا لابد من تفعيل عمل القطاع الحكومي ممثلة بسرعة تنفيذ المشاريع الحكومية وأيضا القطاع الخاص من خلال تفعيل كل من ( مجلس الاعمال السوري الإيراني ) و( الغرفة السورية الإيرانية المشتركة ) وغيرهما ، والتوجه للتعامل بالعملات المحلية والبنوك والمصارف المشتركة والمقايضة  والتخلص التدريجي من سيطرة الدولار والتوجه شرقا وخاصة نحو روسيا والصين وبناء وتحقيق التكامل الاقتصادي والعمل لتصفير الرسوم الجمركية بما يسهل في انسياب السلع والخدمات والرساميل والخبرات بين البلدين ، وقد أكد هذا السيد  ( إبراهيم رئيسي ) حيث قال أمام منتدى اقتصادي  جمع رجال أعمال إيرانيين وسوريين [ لا نعتبر بأي حال من الأحوال أن مستوى النشاط الاقتصادي بين إيران وسوريا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، ونعتقد أنه يجب أن تكون هناك قفزة إلى الأمام في العلاقات التجارية بين البلدين] ، وهذا يتطلب تحويل الفرص الكامنة إلى متاحة وتعزيز المزايا النسبية إلى مزايا تنافسية بما يساهم في تحسين المؤشرات الاقتصادية ، وهذا يجب ان يتكامل مع تامين خطوط ائتمانية وتأسيس شركات مشتركة تجارية واستثمارية وتفعيل مردودية الاستثمارات ، ومن خلال حيثيات الزيارة وجدنا أن الارادة السياسية داعمة للتوجهات الاقتصادية و أن ترقى الإدارة الاقتصادية إلى مستوى الإرادة السياسية ، وليس عبثا أن أحرف كلمتي ( الإرادة والإدارة ) متطابقة ولكن باختلاف الترتيب ،نرجو ان تتكامل  العلاقات الاقتصادية و السياسية ويتعمق التوجه شرقا  كما وجه السيد الرئيس الدكتور ( بشار الأسد) . 

دمشق 6/5/2023