انطلق موسم قطاف الكرز في الجولان السوري المحتل هذا العام وسط صعوبات متزايدة، حيث يضيق الاحتلال الإسرائيلي على المزارعين للاستيلاء على أراضيهم بهدف إكمال مخططه الاستيطاني إقامة توربينات هوائية عليها، ويفرض عليهم تكاليف باهظة لري أراضيهم، ويضع العراقيل أمام تسويق محصولهم بقصد حرمانهم من مصدر رزقهم وتهجيرهم.
ورغم المرارة التي يعانيها مزارعو الجولان السوري المحتل تحت الاحتلال فإنهم يواصلون التشبث بأرضهم الغنية بالتفاح والكرز المميزين بجودتهما وحلاوة طعمهما، واللذين يشكلان رمزاً للصمود، حيث وصفه المزارع جاد الكريم ناصر لمراسل سانا بالقول: إن كرز الجولان بجميع أنواعه مصدر فرح ورمز انتماء للأرض والوطن، وفي هذه الفترة من كل عام ورغم كل الظروف والصعوبات يبقى للكرز رونقه الخاص الذي يضفي جمالاً أخاذاً على الجولان المحتل.
وأضاف ناصر: إن نهايات الأسبوع تكتظ بالزائرين من جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة من الجليل والكرمل إلى المثلث مروراً بالنقب وصولاً إلى الضفة الغربية للتمتع بثمار الكرز ودعم صمود أهالي الجولان عبر التسوق من الأسواق الشعبية التي يقيمونها، حيث بات موسم الكرز عرس الانتماء لهذه الأرض التي رويت بدماء وعرق أبنائها على مر عقود طويلة.
من جهته أوضح الأسير المحرر يوسف شمس أن هذا العام يعد من أصعب الأعوام على مزارعي الجولان، حيث لا تتجاوز كمية الإنتاج 20 بالمئة عن مثيلاتها في السنوات السابقة رغم التوسع بالمساحة المزروعة إلى 7 آلاف دونم، إضافة إلى صعوبات التسويق والأسعار غير المستقرة، ما يؤثر سلباً على المزارعين.
وتواجه بساتين الكرز في الجولان المحتل وخاصة في مناطق سحيتا والحفاير مخاطر استيلاء الاحتلال على أكثر من 4 آلاف دونم منها لإقامة توربينات هوائية تعد من أخطر مخططات الاحتلال الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان المحتل.
ويواصل الاحتلال منذ الـ 27 من آب 2014 إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل أهالي الجولان مع وطنهم سورية وزيارة أهلهم بعد أن فرقهم الاحتلال منذ عام 1967، وهو يمنع استجرار ثمار الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على “إسرائيل” لفتح وتشغيل المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم.