(من فضاء الشاعر) مجموعة شعرية تعبر عن المحبة بالرمز والدلالات الشعرية

تتميز مجموعة (من فضاء الشاعر) لمحمد وحيد علي بصور وخيال وإيقاع متجانس وتعبير شعري يعكس عاطفة صادقة ومعرفة وخبرة، ليعبر عن مكنوناته وإحساسه.

الشاعر علي في قصيدة (الصبي) يرى الوطن أجمل وأغلى ما في الحياة بأسلوب رمزي مكون من جماليات الطبيعة في محيطه، وبحركة موضوعية تحرص على تشكيل محبة الجماليات بانفعال صادق، يقول:

عاد الصبي إلى الوطن..

وإلى بقايا الماء..

والأعشاب في شرق الهضاب..

وإلى رماد الزيت والزيتون في الوادي..

وخلف بيوت من رحلوا على مد الخراب.

ويدعو الشاعر علي في مجموعته الشعرية إلى عدم اليأس من أي شيء نتعرض له، وأن نعتبر ما نعيشه دافع قوة، وأن لا نموت كما يحب العدو، ويقول في قصيدة تجليات الحلم واليقين:

عليك أن تشعل نبضة السنا في القلب..

وأن تمد للمدى شجيرة الضوء التي أوقعتها في الجب..

وأن تضيء عتمة البيوت..

ليس عليك أن تموت أو تموت..

وفي نص قصير بعنوان مقبرة، عبر عن محبته لأهله وناسه ووطنه وخوفه عليهم بأسلوب اعتمد الومضة والدلالة والعمق، فقال:

إنها المقبرة..

فاعذرونا قليلاً لندفن أحبابنا…

قبل أن تبدأ المجزرة..

واتركونا قليلاً..

لنزرع بين القبور المغطاة بالدمع قمحا…

وأشار علي إلى خطورة الغدر والخيانة والكذب، مبيناً أن من يفعل ذلك لا يمكن أن يحقق نتيجة إيجابية، ولا يمكن أن يحصل على ما يسعده لأن من يغدر لأجله سيفتك به، فقال في قصيدته من فضاء الشاعر التي حملت عنوان المجموعة:

لا ترم إلى الطغيان عصاك..

لن ينشق الماء لتعبر في السر إلى فيض رؤاك..

فسيبتلع الحوت خطاك..

مؤلف المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 135 صفحة من قطع متوسط عضو اتحاد الكتاب العرب، من مؤلفاته الشعرية للكبار: فرس في برية الليل وزنبقة الإباء و وضياء الحلم، وللأطفال: الغيمة والحمامة وأحلام مضيئة وغيرها.