الكثير من رسائل الحب والتضامن حملتها مبادرة “كلّنا معكم” التي أطلقتها المغتربة السورية ريم هارون في هولندا، لجمع التبرعات لصالح متضرري الزلزال في محافظة اللاذقية مسقط رأسها والمناطق الأخرى، منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال ولا تزال مستمرة حتى الآن.
وقالت هارون (أم لثلاثة أطفال) في تصريح لمراسلة سانا: “إن الكارثة التي حلّت بسورية عموماً وأهل مدينتها اللاذقية خصوصاً، وما تركته من وجع وألم كبيرين في قلبها دفعتها لإطلاق حملتها”.
وأضافت: “كنت أتابع مستجدات الزلزال لحظة بلحظة ولم أستطع الوقوف مكتوفة اليدين أمام هول ما يحدث، فأطلقت المبادرة على صفحتي الشخصية ونجحت في البداية بجمع مبلغ بسيط، بمساعدة عدد من الصديقات الهولنديات، ومع الانتشار الذي حققته لاحقاً تمكّنا من تقديم العون للكثيرين وتنوعت المساعدات بين استئجار منازل سكنية لعائلات متضررة، وتأمين حليب أطفال وحفاضات وإسعاد 400 طفل بأنشطة ترفيهية ووجبات خفيفة، وترميم بعض المنازل، إضافة إلى تقديم مبالغ مادية وسلل غذائية خلال شهر رمضان”.
ولفتت هارون إلى أن “شبكة العلاقات الاجتماعية التي كونتها منذ وصولها إلى هولندا قبل نحو عام وقدرتها على الاندماج مع المجتمع وأمانتها وإخلاصها في عملها والذي تجلى بتوثيق كل خطوة من خطوات المبادرة عن طريق مقاطع الفيديو وإرسالها للمتبرعين جعلها تكسب ثقة الجميع وتتمكّن من جمع المزيد من التبرعات حتى توصّلت وصديقاتها إلى فكرة تنظيم غداء خيري يعود ريعه لمتضرري الزلزال”.
واستفادت هارون من شغفها بفنون الطهي والسمعة الطيبة التي حظيت بها مأكولاتها في منطقتها لإعداد أشهى الأطباق التي تشتهر بها سورية، وتقديمها في حفل الغداء الخيري، فيما تولت صديقاتها تنسيق الأمور اللوجستية وبيع التذاكر الخاصة بالمناسبة.
وعبّرت هارون عن سعادتها بالنجاح الذي حققه حفل الغداء الأول والأصداء الإيجابية والاستحسان الذي لاقته مبادرتها بين الأوساط الهولندية، والدعم والتشجيع الكبيرين، مشيرة إلى تنظيم حفلين آخرين خلال الأسابيع القادمة لتغطية متطلبات أكبر عدد ممكن من الأسر الأكثر تضرراً والذين يتم التواصل معهم بشكل مباشر.
واختتمت هارون حديثها بشكر زوجها الذي كان الداعم الرئيسي لها في لحظات التعب والضعف، وكذلك والدتها التي ربتّها على فعل الخير ومساعدة الناس منذ الصغر وصديقاتها الهولنديات.
الشاب هادي سبع الليل 22 عاماً تحدث عن تجربته الشخصية في مجال العمل التطوعي، حيث وجد نفسه مسؤولاً كأي سوري تجاه ما يحدث لأهل مدينته وبلده، وبدأ التنسيق مع المغتربة هارون لاستلام التبرعات والمساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة من مأوى وغذاء وأدوية وغيرها، باعتبارها الهم الأكبر الذي شغل الجميع منذ لحظة وقوع الزلزال.
وأشار إلى أن تقديم المساعدة للآخرين يبعث شعوراً بالرضا، لكن تبقى الغصة أمام مشاهد الدمار وقصص الفقد المحزنة جراء هذه الكارثة الإنسانية أقوى وأبلغ من أي كلام يقال.
الشابة رهف هارون عبّرت عن فخرها بشقيقتها ريم التي أطلقت مبادرتها إيماناً منها بقدرة أي شخص على أن يضطلع بدور فاعل لترك أثر إيجابي وإحداث نقلة نوعية في حياة الآخرين، مبينة أن ما تقوم به ليس جديداً على أفراد الأسرة الذين نشؤوا على حب الخير وتقديم المساعدة للمحتاجين، وتجد فيه تجسيدا حقيقيا لمفهوم المواطنة.