في ذكراه الـ 77… الجلاء منارة أوقد شعلتها الأجداد لتبقى خالدة في ضمائر السوريين

يمثل عيد الجلاء شعلة مضيئة في ذاكرة السوريين، ففي السابع عشر من نيسان عام 1946 تم إجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن بعد تضحيات قدم خلالها السوريون قوافل من الشهداء قرابين في سبيل حرية الوطن وكرامة أبنائه.

ويرى الباحث وعضو اتحاد الكتاب العرب بحمص الدكتور عبد الرحمن بيطار في تصريح لمراسل سانا أن خروج آخر جندي فرنسي محتل عن أرض سورية في السابع عشر من نيسان قبل 77 عاماً سماه السوريون بعيد الجلاء، ولم يسموه استقلالاً لأن هذه البقعة من الأرض العربية أعلنت دولة مستقلة في الثامن من آذار للعام 1920 واعتبر ذلك اليوم هو العيد الوطني للاستقلال.

ويسرد بيطار محطات من تاريخ النضال الوطني على طريق الجلاء، كما أنه قسم مقاومة الشعب السوري للمحتلين إلى “مرحلة العمل الثوري والتي انطلقت مع بداية دخول جيش الاحتلال الفرنسي إلى بلادنا وخير دليل على ذلك ملحمة معركة ميسلون بقيادة الشهيد يوسف العظمة التي كانت رمزا لإباء وعنفوان الشعب السوري الذي رفض دخول المحتل دون مقاومة وتضحيات”.

ويتابع بيطار: بعد دخول المحتل إلى دمشق واحتلاله للبلاد لم يستكن الشعب السوري بل انطلقت المقاومة في مختلف المناطق فكانت ثورة الشيخ صالح العلي في منطقة الساحل، وإبراهيم هنانو في حلب، وسلطان باشا الأطرش في جبل العرب، لتعم بعدها الثورات كافة ربوع الوطن، وأطلق عليها الثورة السورية الكبرى في عام 1925، أذاق بها الثوار المحتل الويل وكبدوه خسائر فادحة.

وبين بيطار أنه مع دخول الحرب العالمية الثانية وحصول متغيرات على الساحة الدولية انتقل السوريون إلى مرحلة الكفاح السياسي وازدياد ضغط الوطنيين السوريين عبر المحافل الدولية، إضافة للمظاهرات الشعبية، ما اضطر المحتل للانصياع لمطالب الشعب السوري والجلاء عن سورية في 17-4-1946.

ويخلص الباحث بيطار إلى أن جلاء المستعمر “تحقق بفضل تضحيات وبطولات الشعب السوري وعبر مقاومته المتجذرة في وجدان كل السوريين”، مؤكداً أنه “بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري ومن خلفه أبناء الوطن الغيارى تم دحر الإرهاب عن معظم المناطق التي ابتليت بالإرهاب، وسنحتفل قريباً بالنصر المؤزر على الإرهاب وستبقى سورية بلد الأمن والأمان والاستقرار.