نظمت مديرية الثقافة بطرطوس والمركز الثقافي العربي “قسم التراث” ندوة حوارية بمناسبة يوم التراث العالمي، حملت عنوان “طريق الحياة”، قدمت فيها ثلاث من حرفيات المحافظة تجربتهن مع الحرف اليدوية التي يعملن بها، وذلك في قاعة المركز الثقافي بالمدينة.
الحرفية نور توتنجي التي امتهنت حرفة التطريز منذ أكثر من عشر سنوات قدمت صورة عامة عن هذه الحرفة ومقوماتها ومراحل تطورها لجهة العمل أو الاستخدام، وأدواتها المتمثلة بـ”الطارة” المصنوعة من الخشب والخيوط المستخدمة، وأهمها خيوط الحرير الفرنسي المعروفة بخيطان “دي إم سي”، وخيوط “الصرما” المشهورة في بلاد الشام باسم “الأغباني”، إضافة إلى القماش بأنواعه مثل الكتان والحرير.
وقالت توتنجي في تصريح لمراسلة سانا: “لم تمنعني شهادتي الجامعية بالأدب العربي من الاستمرار بحرفة تعلمتها عن جدتي ووالدتي ولها مكانة مرموقة في تاريخنا العربي، ومن الحفاظ عليها كحرفة يدوية رغم إدخال الآلة عليها”.
ولفتت إلى استفادتها من مواقع التواصل الاجتماعي وتوظيفها في ابتكار تصاميم ورسومات جديدة، مع تنسيق لائق للألوان لإنتاج قطع متعددة الاستخدامات المنزلية كالمفارش والأغطية وغيرها، واعتبرت أن لحرفة التطريز حضوراً جيداً وإقبالاً على تعلمها من الجيل الجديد.
واستعرضت الحرفية صفا عثمان في مداخلتها صناعة الخيزران وما طرأ عليها من تعديل وتطوير، وعدم اقتصارها على المادة الأساسية وهي قش الخيزران، بل إدخال مواد أخرى عليها كالخشب والزجاج والمعدن مع الألوان والإكسسوارات.
وبينت عثمان أن إتقانها هذه الحرفة منذ نحو عشرين سنة مكنها من صنع أشكال مختلفة تصلح لأغراض الزينة، كما تصلح للاستخدام كأدوات أساسية من تجهيزات المنزل كالصواني وغير ذلك، ورأت أن ميزة هذه الحرفة في جودتها وقابليتها لإعادة التدوير من جديد دون أن تفقد خصائصها الطبيعية، بالإضافة إلى أنها مادة مقاومة للعوامل الطبيعية.
وعرضت خريجة المعهد المتوسط للصناعات الكيميائية بلسم عبد الكريم تجربتها في مهنة تربية النحل التي تعلمتها من والدها، مبينة إصرارها على امتهان حرفة غير مألوفة لدى النساء، وبعد خبرة خمس سنوات من العمل مع خلايا النحل وإنتاج العسل دفعها ذلك لتشجيع السيدات على تعلمها كونها مهنة تؤمن فرص عمل ومصدر دخل جيداً، فضلاً عن أنها تؤمن لمن يتقنها الاكتفاء الذاتي من المنتج.
وقدمت شرحاً عن بدايات صناعة تربية النحل وتطورها وأهمية العسل البيئية والحيوية والغذائية وأقسام خلية النحل ووظائف كل منها، إضافة إلى قواعد تربية النحل والعناية به للحصول على عسل عالي الجودة بعد توفير البيئة المناخية اللازمة والغذاء المناسب من أصناف الأشجار كالليمون والشوكيات وغيرهما.
وأشارت إلى الأدوات التي يحتاجها النحال لحماية نفسه وخلايا النحل، كاللباس الخاص والقناع الواقي والمنضّج والفرازة والخلايا بنوعيها الخشبية القديمة والخلايا الحديثة التي اعتبرتها أفضل لناحية المردود الاقتصادي الأكبر، موضحة أن مسألة نقل الخلايا من محافظة لأخرى لإنتاج العسل بأصنافه المتعددة تعتبر من أكثر المتاعب التي تواجه هذه المهنة.