مبادرة القرية التنموية في قطرة الريحان بسهل الغاب نموذج تنموي مميز

بعد حوالي عام من انطلاقتها كأول مبادرة لقرية تنموية (قرية قطرة الريحان) في منطقة الغاب بمحافظة حماة، أثبتت التجربة أنها ناجحة وتستحق التعميم في قرى أخرى.

مديرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في وزارة الزراعة الدكتورة رائدة أيوب، بينت في تصريح لـ سانا أن هذه المبادرة هي نتيجة لتضافر جهود المجتمع المحلي مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، حيث حققت بعد حوالي عام من انطلاقتها تطوراً ملحوظا للمشاريع المقدمة نتيجة إصرار السكان في القرية على تطوير ذاتهم بدعم من الجهات الحكومية والمنظمات، إضافة إلى تدريب اللجنة المحلية على تطوير مهاراتها الإدارية وتحديد احتياجات القرية ومتابعة تنفيذ البرامج مع كل الجهات.

وأوضحت أيوب أن وحدة تصنيع الألبان والأجبان التي تعمل بها حوالي 10 أسر تغطي احتياج القرية والقرى المجاورة من كل مشتقات الحليب، حيث تقدر مبيعات الوحدة بـ 6 ملايين ليرة، وتم توزيع الأرباح على المستفيدين ضمنها.

وحول منحة بذار الحديقة المنزلية قالت أيوب: إنه تم توزيع بذار الفاصولياء والخيار والبامياء والبطيخ الأصفر، لكل أسرة في القرية، حيث بلغ عدد الأسر 270 أسرة وتمت زراعتها في الحدائق المنزلية وهذا حقق تأمين الاحتياج الغذائي كامل موسم الصيف من هذه الخضار، وتجفيف وتخليل وحفظ الفائض منها.

وحسب أيوب فإن تجربة الشعير المستنبت حققت توفير 50 بالمئة من نسبة الأعلاف، حيث قدم مشروع تطوير الثروة الحيوانية 300 صينية لاستنبات الشعير كتجربة أولية، وكان هناك إقبال كبير على تبني هذه التقنية، مشيرة إلى أنه تم توزيع كمية من دود الفيرمي كومبوست كتجربة في أحد منازل القرية وحققت النجاح من حيث زيادة كمية الدود الموجود، إضافة إلى إنتاج سماد عالي الجودة، حيث بلغ إنتاج الحوض خلال الموسم 51 كيلوغراماً من السماد بعدد ديدان 4600 دودة، وهناك إقبال من قبل العديد من الأسر لاعتمادها في منازلهم.

وأكدت أيوب أن الأحواض السمكية الأسرية كانت ناجحة ومجدية اقتصاديا، حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة 22 أسرة وقدر الربح الصافي لـ 22 مسمكة في نهاية موسم الإنتاج بحوالي 31 مليون ليرة.

وتحدثت أيوب عن تجربة الهاضم الحيوي لروث الأبقار الذي حقق إنتاجاً كبيراً من السماد العضوي، حيث ينتج حوالي 4 كيلوغرامات من السماد يومياً ويتم بيعه أو استخدامه بشكل شخصي، إضافة إلى الاستفادة من الغاز لمدة ساعتين يومياً للمنزل.

وذكرت أيوب أنه تم اعتماد 30 مشروعاً متناهي الصغر للنساء الريفيات، حيث تم التشبيك مع بعض المصارف الخاصة والحكومية لتأمين تمويل لها بأيسر الشروط للراغبين بذلك، وبالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة تم التعاون مع الهيئة العامة لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإقامة دورتين في نهاية 2022 بعنوان (ريادة الأعمال ابدأ مشروعك) واستفاد منها 72 شخصاً، ويتم حالياً التنسيق بين الهيئة ومصارف خاصة لمنتج إقراضي يتناسب مع احتياجات المستفيدين ويراعي الكفالات المتوافرة لديهم للبدء بتأسيس هذه المشاريع.

وحول مشروع الصبار الأملس أوضحت أنه تم توزيع 6000 كف من الصبار الأملس في القرية، حيث تمت زراعة 3050 منها حول الغابة، وهي بحالة جيدة و2950 كفاً تم توزيعها على الأهالي المستفيدين لزراعتها كسياج حول أرضهم في القرية، وبلغ عدد المستفيدين 19 أسرة.

وبينت أيوب أن مديرية الصحة الحيوانية بالوزارة نفذت مبادرة للكشف المبكر عن التهاب الضرع للأبقار الحلوب وتوزيع 40 جهازاً من أجهزة الكشف المبكر عن التهاب الضرع على المربين في القرية.

وكانت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أعلنت في الـ 17 من نيسان العام الماضي قرية قطرة الريحان بمنطقة الغاب بريف حماة الغربي كأول قرية نموذجية تنموية ضمن مبادرتها الهادفة لإيجاد قرى قادرة على التنمية والتغيير بنفسها لتحقيق اقتصاد زراعي متطور، قوامه الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية والبشرية.