في عيدهم… المعلمون قدوة وشريك في العمل التطوعي

إيمانها بأن للمعلم دوراً آخر إلى جانب التعليم والتربية وغرس القيم الإخلاقية والإنسانية والتواضع في نفوس التلاميذ وحثهم على تقديم المساعدة، بادرت المعلمة قمر سعد من مدرسة الشهيد رضوان طيارة في منطقة قطينة بمحافظة حمص إلى إطلاق مبادرة فور وقوع الزلزال الذي ضرب سورية الشهر الماضي بعنوان (نحن معكم) بمشاركة 65 طالباً وطالبة في الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي.

وأكدت المعلمة سعد لمراسلة سانا أنه فور إعلانها عن المبادرة وخطتها السريعة لمساعدة متضرري الزلزال في محافظات حلب واللاذقية وحماة سارع الطلاب إلى تقديم تبرعات مادية وعينية، شملت الملابس والقرطاسية والألعاب وتشكيل فرق منهم لإجراء عمليات التوضيب والفرز وإيصالها إلى المركز الثقافي بالمنطقة لإرسالها إلى المتضررين.وأشارت سعد إلى دور المعلم في دعم الطلاب باعتباره المكمل الأساسي للأسرة، حيث إن المدرسة ليست فقط لتلقي المعلومات المعرفية بل هي مكان للتربية السليمة وعامل تربوي مهم في تقويم سلوك الطلاب وتوجيههم إلى مكارم الأخلاق والسلوكيات الإيجابية، إضافة إلى حث الطلاب على العمل التطوعي الذي يخلق منهم عناصر فاعلة في المجتمع.واعتبرت سعد أن إطلاقها لهذه المبادرة ما هي إلا جزء بسيط يمكن أن يقدم للمتضررين من الزلزال، مؤكدة أن أي مبادرة كانت فردية أم جماعية فهي نابعة من الإحساس بالمسؤولية تجاه بعضنا البعض، ولا بد للمعلم من أن يترك أثره في نفوس طلابه عبر القيم التي يحملها ويعلمها لهم ويكون لهم القدوة والمثال، ومشيرة إلى أن لديها العديد من المبادرات الإنسانية والتعليمية منها (قارئون للمستقبل) و(نافذة إلى التعلم) ومبادرات اللغة العربية، إضافة إلى إنشائها قناة معرفية على يوتيوب وبود كاست.وفي مدرسة عبد الفتاح النشيواتي الحلقة الأولى بمرحلة التعليم الأساسي وانطلاقاً من واجبهما في تقديم الدعم النفسي للطلاب والتلاميذ وإكسابهم خبرات التصرف السليم أثناء الكوارث الطبيعية، تمكنت مشرفتا الجاهزية والدفاع المدني في المدرسة ايفا العتيري وهيام الزعوري من تنفيذ العديد من النشاطات الهادفة التي ساهمت في تفريغ الضغط والتوتر لدى الطلاب وتعليمهم الإرشادات والنصائح الواجب اتباعها أثناء الكوارث.المشرفة العتيري بينت لمراسلة سانا أنه عملا بخطة دائرة الجاهزية بعد الزلزال بدأت تنفيذ العديد من النشاطات المتعلقة بأعمال الدفاع المدني كالإخلاء والإسعاف والإنقاذ والإطفاء، إضافة إلى الجولات اليومية على الطلاب لتقديم الدعم النفسي لهم وشرح طريقة الإخلاء بشكل نظري، مشيرة إلى الأثر الإيجابي لهذه الفعاليات الداعمة في نفوس الطلبة والأهالي.بدورها أشارت المشرفة الزعوري إلى أهمية نشر التوعية حول الإجراءات الواجب اتباعها أثناء حدوث الزلزال أو الهزات الأرضية، لافتة إلى تنفيذ أنشطة دعم نفسي متنوعة، وفتح باب الحوار مع الطلاب للحديث عن تجربتهم أثناء وقوع الزلزال وتخفيف القلق والخوف لديهم، ومساعدتهم على تجاوز الصدمة والعودة إلى مدارسهم وحياتهم الطبيعية.

سانا