أكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أهمية تحقيق التكامل الزراعي وتعزيز التعاون والتبادل التجاري، وتسهيل انسياب السلع والمنتجات الزراعية بين الدول العربية في ظل التغيرات المناخية وارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً.
واحتضنت دمشق أمس في فندق «داماروز» فعاليات الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة العرب الذي شارك فيه مديرو المنظمات الدولية، وجاء استكمالاً للاجتماعات التي عقدت في العواصم العربية.
وأكد الوزراء على التعاون العربي في تسهيل انسياب السلع بين الدول وإيجاد الحلول الممكنة للأزمات الغذائية، والعمل مع المنظمات الدولية لدعم وتطوير الإنتاج الزراعي وآليات التكامل بين الدول المشاركة وتحديد سبل التعاون في التعامل مع التغيرات المناخية تحت شعار «نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي».
وخلال لقائه وزراء الزراعة في الأردن والعراق ولبنان، دعا عرنوس إلى العمل لإيجاد صيغ متقدمة من التعاون والتنسيق المشترك لتطوير الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي على المدى الإستراتيجي، مؤكداً أهمية مثل هذه اللقاءات التي تسهم بتمتين العلاقات البينية، وخصوصاً في المجال الزراعي والتجاري، وبما يصب في مصلحة الشعوب العربية الشقيقة.
كما شدد عرنوس على ضرورة الاستفادة من حقيقة التكامل بين الأسواق الزراعية العربية على النحو الذي يعزز الجدوى الاقتصادية والاجتماعية من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي العربي، ولاسيما في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها أسواق الغذاء العالمية.
وأكد وزراء الزراعة في كل من الأردن والعراق ولبنان ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل انسياب السلع، وإعداد قاعدة متينة للتعاون في القطاع الزراعي بما يسهم في تحقيق التكامل والاستقرار بتأمين الاحتياجات من المنتجات الزراعية، إضافة إلى إيجاد مشاريع وشركات مشتركة للاستثمار الزراعي والاستفادة من التجارب في الدول الأربع لتطوير القطاع الزراعي وتأمين مستلزماته.
وأكد وزير الزراعة محمد حسان قطنا في تصريح لـ«الوطن» أنه يجب أن ندرس المشكلات والتحديات ومعالجتها جميعاً ولاسيما السماح للشاحنات السورية والعراقية بالوصول إلى الأسواق المحلية إضافة إلى الرسوم التي يتم أيضاً دراستها والترانزيت ورسوم العبور وتوحيد الشهادات البيطرية والصحية للتخفيف من الصعوبات بتفريغ البضائع على الحدود وتلف المنتجات والتكاليف وغيرها مؤكداً أن المواصفة القياسية اليوم هي التحدي الأول.
وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن قال في تصريح خاص لـ«الوطن»: ندعو إلى شراكة حقيقية عربية- عربية في علاقاتها البينية الكاملة سواء لجهة الترانزيت بين الدول الأربع وبوابتنا إلى العالم العربي هي سورية، ونحن اليوم لا نتحدث فقط عن السياسة بل عن الاقتصاد، فالتعاون الاقتصادي مع سورية هو مصلحة لبنانية بحتة وبالتالي نحن نحتاج صفر مشكلات مع دول المنطقة لأن عدونا واحد هو إسرائيل.
بدوره أكد وزير الزراعة العراقي عباس جبر العلياني في تصريح لـ«الوطن» أن العالم اليوم يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة ما مر من ظروف تتلخص بالتغيرات المناخية التي انعكست على كل دول العالم إضافة إلى الحروب التي حصلت بالمنطقة، وكل هذه الظروف تستدعي من هذه الدول أن تقف لمواجهة هذه التغيرات.
وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات، أشار في تصريح لـ»الوطن»: إلى ضرورة استمرار هذه اللقاءات بين الدول المشاركة على المستويات كلها لبحث القضايا المشتركة، وتطوير التعاون بينها، والوقوف على إجراءات الحجر الصحي الزراعي والبيطري وإجراءات النقل والترانزيت، وتبسيط إجراءات تسجيل مدخلات الإنتاج الزراعي والبيطري، وتطوير مشاريع مشتركة بالتعاون مع المنظمات الدولية كأجندة مشتركة متجددة تصب في مصلحة الجميع. ما يؤكد حرص الدول الشقيقة على تجاوز العقبات وتذليل كل العوائق.