اصطحب مشروع مدى الثقافي اليوم جمهوره في رحلة افتراضية إلى مدينة بصرى من خلال عرض بروجكتر في كنيسة السريان الكاثوليك حضره جمهور كبير.
المدينة التي بقيت حتى الآن شاهدة على حضارة وتاريخ عريق قال عنها الدليل السياحي موسى فليح: عندما تكون في بصرى فأنت تعيش التاريخ لأن بصرى استضافت شعوب الغرب والشرق وتحدثت لغاتهم موضحاً في تصريح لمراسلة سانا أن رحلتنا الافتراضية اليوم لتعريف الجمهور بموقع هذه المدينة وميزاتها والتي كان أهمها تسلسل الحضارات التي وصلت إليها والتي لم تهدم المدينة إنما زادتها جمالاً وحضارة؛ فالأنباط أسسوها وعملوا منها مدينة تجارية، والرومان بنوا قسماً على الطراز الروماني وبنوا مدرجها ثم في العهد المسيحي بنوا كنائس جميلة ودير الراهب بحيرا، وفي العصر الإسلامي بنيت جوامع تذكّر بزيارة النبي محمد عليه السلام إليها.
وبيّن أن بصرى في كل ما مر بها من حقبات زمنية كانت تزداد قيمة وازدهاراً، وتطورت -خاصة- مع الديانات التي مرت عليها سواء الإسلامية أو المسيحية، وكانت منبراً روحياً، ناهيك عن كون قوافل الحج تمر بها.
وعرّج فليح على المعالم الأثرية التي تضمّها من قوس النصر والحمامات الرومانية والحجر البازلتي والقناطر الكليبية وسرير بنت الملك والسوق الرئيسي أو خان الدبس والجامع العمري-المأذنة المربعة ودير الراهب بحيرا وجامع مبرك الناقة وكاتدرائية بصرى.
وتحدث فليح عن آثار الأنباط في بصرى ومنها “الباب النبطي والتيجان النبطية وقصر الحاكم تراجان وكنيسة الحي النبطي” والموجودة بمدخل المدرج والمسرح والموزاييك المنتشرة لاستقبال الزائر.
وتطرق في حديثه عن القلعة والمسرح الروماني وما يمتلكانه من جمال وانسجام والممر بين المدرج والقلعة والذي يشكل خطاً داخلياً للتنقل وحفظ المؤن ومتحف بصرى الموجود بأحد الأبراج والذي يعرض الحياة الشعبية والأدوات والأزياء والتراث ومتحف الهواء الطلق الذي يقوم في ساحة سماوية واسعة عرضت فيه تماثيل مثبتة على قواعد بيتونية والميدان الذي يقع جنوب المدرج وكان معداً لسباق الخيل ويعود تاريخه إلى العهد الروماني.
الدليلة السياحية فداء عكاري تحدثت عن الحقب الزمنية التي مرت بها بصرى من “العهد السلوقي.. العموري.. الهيليستي.. النبطي.. الروماني.. البيزنطي والإسلامي” وميزات كل حقبة، وما حصل فيها من تعديلات وما هي أهم المواقع الأثرية التي تركتها كل حقبة.