أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لنقل الحبوب والأسمدة إلى الدول الإفريقية بشكل مجاني، حتى لو لم يتم تمديد “مبادرة حبوب البحر الأسود” بعد انتهائها خلال 60 يوماً، مشيراً إلى أن تطوير التعاون مع بلدان إفريقيا من أولويات السياسة الخارجية الروسية.
وقال بوتين في كلمة له اليوم أمام البرلمان الدولي الثاني روسيا- إفريقيا: إن “الغرب يقوم من خلال الاتفاق الذي تم توقيعه في الـ 22 من تموز 2022 بتصدير معظم الحبوب الأوكرانية إلى دوله، وليس إلى الدول المحتاجة في إفريقيا، وإن روسيا على استعداد لنقل جميع الحبوب والأسمدة إلى الدول الإفريقية مجاناً، حتى لو قررت الأطراف عدم تمديد المبادرة بعد انتهائها خلال 60 يوماً”.
وأشار بوتين إلى أن بعض الأصول الروسية تم تجميدها في الدول الأوروبية، بما في ذلك الأسمدة، معرباً عن استعداد بلاده فعلياً “لنقلها إلى جميع الدول المحتاجة مجاناً، ولكن للأسف هناك معوقات في ذلك”.
وأضاف بوتين: إن “بلادنا تفي بجميع التزاماتها بكل إخلاص، سواء فيما يتعلق بتوريد الحبوب والأسمدة والوقود، أو غيرها من المنتجات ذات الأهمية الحاسمة لدول القارة الإفريقية، وبالتالي المساهمة في ضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة”.
ووافقت روسيا قبل يومين على تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود لمدة 60 يوماً فقط، وتم إخطار الجانب الأوكراني من خلال بيلاروس بذلك.
من ناحية أخرى شدد بوتين على أن تطوير التعاون مع بلدان إفريقيا كان ولا يزال بين أولويات السياسة الروسية الخارجية، فحجم الاستثمارات الروسية في اقتصادات بلدان إفريقيا يرتفع، وهناك عدد كبير من الشركات الروسية التي تشارك ضمن برامج مختلفة في إفريقيا.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده تواصل تعزيز تعاونها مع دول إفريقيا في مختلف المجالات، وخاصة أن لدى تلك الدول قدرات كبيرة لتطوير اقتصادها في المستقبل، لافتاً إلى أن روسيا تمد يد العون لكل الدول الإفريقية التي تعاني الكوارث الطبيعية، وفي مكافحة الإرهاب، وتقديم كل المعدات المطلوبة في المجالين العسكري والتقني.
وأشار بوتين إلى زيادة التعاون الروسي الإفريقي في مجالي الصحة والطب وضمان الأمن البيولوجي، مبدياً في هذا الإطار استعداد روسيا لتقديم المختبرات الطبية التي تحتوي معدات حديثة، ومختصين للمساعدة، ومشيراً إلى الحجم الكبير من اللقاحات التي قدمتها روسيا إلى إفريقيا خلال فترة جائحة كورونا.
كما نوه بوتين بتنفيذ مشاريع استثمارية روسية كبيرة في إفريقيا عبر شركات روسية محلية، مثل روس نفط وغازبروم نفط وروشيدرو وألروسا و”لوك أويل” وغيرها، مؤكداً الاستمرار في مساعدة البلدان الإفريقية بمسائل إنتاج الكهرباء وتوسيع أنظمة الطاقة.