ساعتان من أيام الزمن الجميل في لقاء ثقافي يتحدث عن مسيرة الموسيقار وعازف العود فريد الأطرش، روى فيه الباحث الموسيقي عثمان الحناوي معلومات نادرة له وحاوره المؤلف الموسيقي إيهاب المرادني في المنتدى الاجتماعي في دمشق.
بدأ اللقاء بالحديث عن تفاصيل حياة الموسيقار فريد الأطرش منذ أن ولد عام 1917 في قرية القريّة بمحافظة السويداء، وانتقاله مع أخوته إلى لبنان ثم مصر واستقرارهم فيها، وعمله في الموبيليا منذ صغره، والتحاقه بمدرسة “البطريركية للروم الكاثوليك” وإعجاب مدرسته بصوته، حيث اعتمدوا عليه في الترتيل لأعياد الميلاد.
وعمل فريد الاطرش في “تياترو بديعة مصابني”، حيث قدم أولى أغانيه من ألحان يحيى اللبابيدي وفريد وزن قبل أن يكتشف مدحت عاصم موهبته، ويتعلم عزف العود على يد رياض السنباطي، وطوره بأسلوبه ووضع بصمته الخاصة.
وانتقل عثمان إلى الحديث عن حياة فريد الاطرش بعد أن دخل عالم السينما والأفلام وعرض العديد من أغانيه وألحانه التي ميزها بصبغته الموسيقية الطاغية، إذ جعل من العود آلة رئيسية وأحب الناي والأوكورديون فأعطاهما حقهما في ألحانه، ولكن وفاة أخته اسمهان كانت صادمة بالنسبة له، حيث أثرت في حياته الفنية.
وفي مجال السينما أخرج للأطرش أعظم مخرجي عصره ومثل معه أهم الممثلات والممثلين في ذاك الوقت، وأبهر فنه فرنسا التي أعطته وسام الخلود مع شوبان وبتهوفن، والذي مثله بألحان جابت العالم أوصلت لغته العربية إلى كل البلاد.
وأكد الحناوي في تصريح لمراسلة سانا أهمية تذكير الجيل الجديد بعمالقة الفن الذين تركوا إرثاً عظيماً لا ينضب، وأعرب عن سعادته بحضور جمهور من الجيل الذهبي الذين بدورهم سيوصلون فن العمالقة إلى الأجيال القادمة.
ولفتت أمينة سر المنتدى الاجتماعي الدكتورة حنان العاصي إلى أن هدف المنتدى الأساسي نشر الوعي في المجتمع من خلال المحاضرات والأمسيات الشعرية والفنية، وهذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من النشاطات التي يقوم بها لإعادة إحياء نشاطه.
يذكر أن المنتدى الاجتماعي بدأ سلسلة العظماء بنشاط عن الملحن بليغ حمدي في الشهر الأول من هذا العام.