عبر الأدباء والشعراء في الوقت الراهن والماضي عن أهمية المرأة، وفي مقدمتها الأم ودورها الريادي في بناء المجتمع، وذلك بأشكال أدبية وشعرية مختلفة وأهمها الشعر والرواية.
وفي مجموعة كفاح رزوق القصصية عندما قررت قتل زوجتي يظهر دور المرأة الحرة التي تفضل الموت على يد زوجها أو منتحرة ولا تفضل أن تقع بين يدي الإرهابيين، وذلك بأسلوب فني عكس واقعاً حقيقياً طلبت من خلاله الزوجة أن يقتلها زوجها عندما اقتحم الإرهابيون قريته فرصدها في روايته.
ويظهر الروائي إبراهيم جديد في روايته شجاعة امرأة دور المرأة في محاربة الأعراف والتقاليد الاجتماعية والمذهبية البالية ومواجهة الظلم والتخلف ومتابعة مسيرة التحرر.
وتشير الأديبة نبوغ أسعد في روايتها امرأة لا تنكسر إلى خصوصية علاقة المرأة مع الوطن وتضحيتها ومواجهتها لكل ما يمكن أن يخون الوطن حتى ولو كان زوجها.
وفي مجموعتها الشعرية لا تكترث بالعابرين تعبر الشاعرة أمل المناور عن المحبة والتربية التي تقوم بها المرأة الأم فخاطبت ابنتها:
أمي رأتني ذات يوم شمعة
واليوم أنت وليس غيرك شمعتي
واليوم في عمري ضياؤك ساطع
يا من أنارت في سماها عتمتي.
وتظهر في رواية سمسق للأديبة فاتن ديركي قوة المرأة في مواجهة جائحة كورونا ومؤامرة الحرب وعطاءها وتضحيتها من أجل الآخرين ومواجهة الاستغلال بسرد عفوي صادق.
وفي رواية الأربعون مصباحاً للأديبة مها مارديني تعرض كيف تحمل المرأة الكثير من الهموم والقضايا الإنسانية، ولا سيما التي عاناها السوريون في الحرب ، وما قدمته بوفاء كبير، وعن المرأة الأم عبر الشاعر حافظ إبراهيم عن كيف تقوم المرأة بدورها التربوي والتاريخي وكيف تلعب دوراً كبيراً بإعداد الرجال الأقوياء الأوفياء:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الأُلى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
ورأى الشاعر أبو القاسم الشابي أن المرأة في مقدمة المقدسات فقال :
الأم تلثُم طفلها، وتضمه
حرم سماوي الجمالِ مقَدس
بوركت يا حرم الأُمومة والصبا
كم فيك تكتمل الحياة وتقدس
ويلفت الشاعر أبو العلاء المعرض إلى ضرورة تقديس الأم وتكريمها لأنها هي
الأولى بذلك فقال :
العيش ماض فأكرم والديك به
والأُم أَولَى بإكرام إحسان.