للتدريب على أعمال الدفاع المدني حيز كبير لدى مختلف القطاعات في حمص، حيث هناك قامت العديد من الجهات والمؤسسات خلال هذا العام باتباع دورات في مجال الإسعاف والإنقاذ والإخلاء والإطفاء، ولا سيما بعد حدوث كارثة الزلزال في شباط الماضي.
وانطلاقاً من أهداف العمل في الدفاع المدني بالحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم وحماية المنشآت الاقتصادية والمدنية في السلم والحرب، يأتي التدريب ونشر ثقافة الدفاع المدني ضرورة لإيجاد منقذ أو مسعف أو رجل إطفاء عند الحاجة وفق تصريح مدير الدفاع المدني بحمص العميد غياث عاقل لمراسلة سانا.
وأوضح العميد عاقل أنه توجد خطة مستمرة للتدريب، حيث تنفذ كوادرهم أسبوعياً دورة أو دورتي إسعاف أو إنقاذ لتدريب مؤسسات في القطاع العام والشعبي والمؤسسات المحلية العاملة بالشأن الإنساني، إضافة لقيام الكوادر بتنفيذ أي مهام على امتداد الجغرافيا السورية من إسعاف وإنقاذ وإخلاء وإطفاء وغيرها، حيث شاركت طواقم الطوارئ بالمديرية بحماة واللاذقية بأعمال الإنقاذ والإغاثة جراء الزلزال ولا تزال الطواقم تقوم بمؤازرة أهلنا المنكوبين في جبلة إغاثياً.
وأشار العميد عاقل إلى تنفيذ المديرية نهاية الأسبوع الماضي بياناً عملياً في ختام دورة دفاع مدني للمشاركين من كوادر المجتمع الأهلي بحمص في جمعية النجاة الخيرية ومؤسسة بيتي للتنمية ومؤسسة صناع الريادة، تضمن شرحاً عملياً لعمليات الإنقاذ والإطفاء والإسعاف والإخلاء ليكونوا رديفاً لرجال الدفاع المدني عند حدوث أي طارئ أو كوارث.
بدورها لفتت عضو المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة جميلة أبو الخير إلى أهمية تأهيل وتدريب الكوادر الشبابية من مؤسسات وجمعيات المجتمع الأهلي بالتعاون والتنسيق مع مديرية الدفاع المدني بالمحافظة، ما يعزز من تنفيذ عمليات الدفاع المدني وإيجاد فرق مؤهلة ومدربة على الأرض في حال التعرض لكوارث.
وبين رئيس مجلس إدارة جمعية النجاة الخيرية بحمص الدكتور عبد المسيح دعيج أن الدورة التدريبية التي استمرت أسبوعاً تأتي ضمن خطة الجمعية للاستجابة للأزمات والكوارث، وتم تدريب نحو 19 من الراغبين من كوادرها، إضافة إلى تشكيل فريق تطوعي فيها يضم 126 متطوعاً وقابل للزيادة موزع على فرق فرعية في مجالات الإنقاذ والإطفاء والدعم النفسي والتغذية والإصحاح الهندسي، حيث يتم العمل على استثمار طاقات الشباب وتمكينهم ليكونوا فاعلين ومؤثرين بشكل إيجابي عند الأزمات.
وأوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة بيتي للتنمية بحمص المهندس زياد كاسوحة أن مشاركة نحو 30 من الشباب بدورة الدفاع المدني تهدف إلى تشكيل مجموعات رديفة له عند حدوث الكوارث والحوادث الطبيعية، ما يعزز من نشر ثقافة الدفاع المدني، لافتاً إلى رغبة الشباب المتطوعين بالمؤسسة إلى اتباع المزيد من دورات الدفاع المدني في مجالات الإنقاذ والإسعاف والإخلاء.
بدورهم عبر عدد من المشاركين في هذه الدورات عن أهمية التدريب على أعمال الدفاع المدني، حيث تقول الطالبة الجامعية بتول قباقيبو: “من الضروري وجود شخص في كل عائلة يجيد أعمال الدفاع المدني سواء إسعافات أولية أو إنقاذ أو إخلاء لتجنب الأخطاء وامتلاك حسن التصرف”.
توافقها الرأي المهندسة دانيا المعصراني التي اعتبرت هذه الدورات فرصة لزيادة الوعي بحماية نفسها والآخرين، كما حرص الشاب علاء الحصني على حضور التدريب كاملاً، ولمس الجاهزية العالية لكوادر الدفاع المدني ما شجعه على مواصلة التدريب لاحقاً وبشكل تخصصي أكثر.
بدوره أشار المتدرب محي الدين عبد الله إلى أهمية تعلمه حقن الإبر لإعطائها لوالده الكبير في السن في البيت، إضافة إلى التدريب مع رفاقه على الكثير من خطوات الإنقاذ وغيرها لحسن التصرف وقت الضرورة.