التجربة الروسية في مجال ترميم الآثار ضمن محاضرة في كلية الهندسة المعمارية بدمشق

على مدار ثلاث ساعات كان طلاب الدراسات العليا في كلية الهندسة المعمارية بدمشق والمهتمون بمجال ترميم المباني الأثرية والمواقع التاريخية، على موعد مع محاضرة بعنوان (التجربة الروسية في مجال استعادة الآثار والتشريعات الروسية في مجال الحفاظ على التراث الثقافي).

المحاضرة التي أقيمت في المدرج الكبير بكلية الهندسة المعمارية، جاءت بإشراف الكلية ورئيسة مركز الإنقاذ في معهد تاريخ الثقافة المادية لأكاديمية العلوم الروسية البروفيسورة ناتاليا سولوفيوفا، ومجموعة من المهندسين المعماريين الروس المختصين بترميم الأبنية والمواقع الأثرية.

وعرض المهندسون التجربة الروسية لمنهجية الدراسة والحفاظ على التراث الثقافي وترميم الأبنية الأثرية ومراكز المدن التاريخية، كذلك القوانين والتشريعات الناظمة للحفاظ على الأوابد الحضارية.

وتناولت سولوفيوفا في مداخلتها برامج عمل الفريق الروسي لإعادة ترميم قوس النصر في مدينة تدمر الأثرية، بالتعاون مع الكوادر والخبرات الوطنية السورية بتقنية عالية وفقاً للاتفاقيات الموقعة مع وزارة الثقافة بهذا الشأن.

واستعرض المهندس المعماري الروسي غريغوري إيفانوف نظام الترميم الروسي للعديد من الأبنية والصروح الأثرية، والمخططات المعمارية لمراكز تجارية تحتاج الإصلاح والترميم وقصر الإرميتاج الشتوي في مدينة سانت بطرسبورغ وأسلوب تطورها بما يظهر الانسجام بين فن العمارة القديم والمعاصر، مشيراً إلى الضوابط التي يفرضها القانون الروسي للحفاظ على الأبنية التاريخية والأثرية.

وتحدث المهندس والمرمم إيليا سابانتسيف عن تجربة ترميم الأبنية السكنية في حي سكني لمدينة قيبر على الحدود بين روسيا وفلندا وعرض التراث الأثري له منذ القرنين الثامن والتاسع عشر، وصولاً للشكل الذي وصل إليه في الوقت الحالي، مؤكداً أهمية إضافة العناصر المعمارية المتحركة دون المبالغة فيها لتواكب البساطة والمرونة في التعامل مع الأبنية ضمن أنظمة بناء الاتحاد السوفييتي.

وفي تصريح أوضح عميد كلية الهندسة المعمارية بدمشق الدكتور عقبة فاكوش أهمية التعاون مع الجانب الروسي في مجال ترميم القطع الأثرية وإعادة تأهيل المواقع التاريخية التي تعد صلب اختصاص الدراسات العليا في الكلية، لافتاً إلى أن اللقاءات مع فريق العمل الروسي بدأت منذ حوالي عام منذ زيارتهم لمعهد فخري البارودي لمناقشة إعادة ترميم قوس النصر في تدمر التي تعد فرصة للتبادل الثقافي بين الجانبين.